قصة القرد والدولفين

اقرأ في هذا المقال


الغرور هو من أسوأ الصفات التي يتصّف بها البعض، سنحكي في قصة اليوم عن قرد مغرور قام دولفين بمساعدته وإنقاذه من الغرق، ولكنّه استمرّر بغروره وتفاخره أمام الدولفين؛ فنال جزاء غروره أنّه عاش على جزيرة نائية طوال حياته وحيداً.

قصة القرد والدولفين

كان هنالك مدينة يعيش بها مجموعة من البحّارة، كان هؤلاء البحارة قد اعتادوا على أن الذهاب في رحلات طويلة للصيد، وكان من عادتهم أن يقوموا بأخذ بعض الحيوانات الأليفة معهم بالرحلة؛ وذلك من أجل تسليتهم طوال الطريق، وفي مرّة من المرّات صعد الحبارة السفينة وأرادوا الإبحار، وانطلقت السفينة وابتعدت عن الميناء.

بينما كانت السفينة تسير إذ هبّت عاصفة قويّة، وكانت قد هبّت بعد مرور عدّة أيام من انطلاقها، فقد كانت رحلاتهم تمتد أحياناً إلى أسابيع أو شهور، أثرّت هذه العاصفة على السفينة وعلى الأشخاص الذين على متنها، وبدأ محرّك السفينة بالتراجع حتّى وصل البحّارة إلى مرحلة لم يستطيعون بها السيطرة على السفينة.

ظلّ البحّارة يحافظون على التوازن داخل هذه السفينة كي لا تغرق، ولكن الرياح اشتدّت أكثر وأكثر حتّى انقلبت السفينة وغرقت في البحر، وغرق مع البحارّة الحيوانات الأليفة، ومن بين هذه الحيوانات كان هنالك قرد مغرور، كان قد توسّل صاحبه أن يأخذه معه؛ لأنّه ينوي بعد العودة أن يخبر أصدقائه عن المغامرات الغريبة التي حدثت معه.

غرق جميع الأشخاص على السفينة وبدأوا بمصارعة الأمواج ومحاولة النجاة، والحيوانات الأليفة كانت تصارع الأمواج أيضاً، وظن هذا القرد الذي كان ينوي أن يتحدّث عن سفراته أنّه هالك لا محالة، ولكن فجأةً ظهر من أسفل البحر دولفين جميل المنظر وأزرق اللون، بدأ يساعد الجميع ويحملهم على ظهره كي يوصلهم إلى الشط.

كان من بين الأشخاص الذين ساعدهم القرد؛ فحمله على ظهره ظنّاً منه أنّه من فصيلة البشر وليس حيواناً، عندما وصل القرد بمساعدة الدولفين إلى إحدى الجزر، بدأ يتفاخر ويتباهى وكأنّه يعرف هذه الجزيرة، فسأله الدولفين: هل تعرف تلك الجزيرة أيها القرد؟ قال له بكل تفاخر: نعم هي لصاحبي فأنا من نسل الأمراء.

شعر الدولفين بالاغتياظ من غرور القرد ولكن كتم هذا الغيظ بداخله، عندما وصل الدولفين إلى الجزيرة وأنزل القرد من على ظهره قال له: لقد وصلنا هنيئاً لك أيّها القرد فانت أصبحت ملك هذه الجزيرة التي يملكها صاحبك، تفاجأ القرد من كلام الدولفين الذي تركه ومضى. بعد ذلك اكتشف القرد أن هذه الجزيرة لا يسكن بها أي أحد، فعاش وحيداً بها، وكان هذا جزاء غروره وادعائه الكاذب بمعرفتها.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: