قصة القطة الحمقاء

اقرأ في هذا المقال


من الدروس التي يجب أن نزرعها في نفوس أطفالنا هي الرضا بما وهبنا الله تعالى، وعدم المقارنة بالغير؛ فلكل شخص ميزة لا يملكها غيره، سنحكي في قصة اليوم عن قطة جميلة المنظر رأت ببغاء وأرادت أن تحوّل لونها كلونه، ولكنّها عندما فعلت ذلك ندمت لأنّها أصبحت قبيحة الشكل وندمت على فعلتها.

قصة القطة الحمقاء:

كان هنالك فتاة صغيرة اسمها ميساء، تبلغ من العمر عشرة أعوام، وتحب القطط كثيراً وتملك قطة جميلة جدّاً؛ عيناها زرقاوين ولديها فراء أبيض جميل، كل من يراها يعجب بها ويشيد بجمالها ومنظرها الرائع، أطلقت ميساء على قطتها اسم فلة.

كانت ميساء تذهب برفقة قطتها فلة إلى حديقة المنزل كل يوم جمعة، كانت ميساء وقطتها تلعبان مع الفراشات والأزهار الجميلة والعصافير، وكانت العصافير والفراشات تحب هذه القطة وترحّب بها دائماً، وفي يوم من الأيام رأت فلة ببغاء يقف على أحد أغصان الشجر، فنظرت له وإلى فروه أخضر اللون، وبدأت تتمنّى لو أنّها تملك فرو بهذا اللون الجميل.

ظلت فلة تفكّر طوال الطريق وتقول في نفسها: لماذا لا يكون لدي فرواً ناعماً وأخضر اللون كالببغاء، وعندما وصلت فلة مع رفيقتها ميساء قالت لها: ما بكِ يا قطتي الجميلة يبدو عليكِ أنكِ لستِ سعيدة بالنزهة التي ذهبنا بها على غير العادة، قالت فلة لميساء: أنا أريد أن يصبح لون فروي أخضر كالببغاء.

فكّرت ميساء قليلاً ثم قالت لها: حسناً سآخذكِ عند رفيقتي سمر؛ فهي رسامة وأطلب منها أن تصبغ لون فروك بالأخضر ولكن لا تحزني، ذهبت ميساء مع قطتها لمنزل صديقتها سمر، وعندما وصلت منزلها رحبت بها رفيقتها وقالت لها: ما هذه القطة الجميلة؟ قالت لها ميساء: هذه قطتي ولكن أريد منكِ أن تلوين فروها باللون الأخضر.

ضحكت سمر من طلب رفيقتها، ولكن لم تستطع أن ترفض طلبها، ونصحتها أن لا تفعل ذلك؛ فقطتها فلة جميلة المظهر وليست بحاجة لأن تصبغ فروها، وقالت لها: قطتكِ جميلة جدّاً بهذا اللون، وخلقها الله بهذا الشكل الجميل، لا يجوز أن تغيّر لونها كلون النباتات والأشجار.

رفضت سمر أن تسمع لنصيحة زميلتها، بل وغضبت منها وطلبت منها أن تنفّذ ما طلبته منها فحسب؛ فهي تريد أن تفعل ما طلبته منها قطتها، ولا تريد أن تراها حزينة أبداً، لم تملك سمر من أمرها إلا أن تبدأ بصبغ هذه القطة بينما كانت تتحدّث في نفسها وتقول: يا لها من قطة حمقاء، يبدو فروها جميل وهي تريد إفساده بلون الأعشاب والشجر، لا يجب على أي شخص أن يغيّر من شكله أو موطنه أو ما يخصّه لأي سبب كان.

بعدما انتهت سمر من صبغ القطة باللون الأخضر، فرحت القطة فلة بشكلها الجديد، وظنّت أنّها ستبدو أكثر جمالاً وسيعجب بها الجميع، ولكنها تفاجأت عندما ذهبت مع ميساء إلى البستان في اليوم التالي أن أحداً لم يعرفها؛ فهم قد اعتادوا على رؤية فلة ذات الفرو الأبيض الجميل والعيون الزرقاء.

عندما دخلت فلة بدأت تنادي على رفيقاتها الفراشات والعصافير لتلعب معهم، ولكن لم يعطها أي أحد منهم اهتماماً كما من قبل؛ فبدأت فلة بالبكاء وهي قد اعتادت على أن يرحّب بها الجميع ويلعب معها ويشيد بجمالها ومظهرها الجميل.

عادت فلة باكية تشكي لرفيقتها ميساء ما حدث معها، فبدأت تربت على قطتها وتقول: كان يجب علينا أن نستمع لنصيحة صديقتنا سمر، فأنتِ يا قطتي الجميلة أعطاكِ الله فرواً أبيضاً بهي المنظر، وعينين زرقاوين وهذا الشيء الذي لا يملكه الكثير، كان يحب أن لا تغيري من هذا الشكل لأي سبب كان، وتكونين راضية وحامدة لما وهبك الله به.

نظرت فلة لصديقتها ميساء وقالت: نعم أنتِ محقّة فالمهم هو أن نتعامل مع الجميع بالمحبة والخلق الحسن، ولكن أرجوكِ أخبريني كيف سأعود إلى لوني الأصلي، فأنا أرغب أن  ألعب مع أصدقائي كما كنت أفعل ذلك سابقاً، قالت لها ميساء: لا عليكِ ربما ستمطر قريباً وتخرجين تحت المطر ويذهب هذا اللون الأخضر وتعودين كما كنتِ من قبل.

وبعد عدة أيام تغير الطقس وبدأت الأمطار بالهطول، استطاعت فلة أن تعود كما كانت، وذهبت إلى البستان ورحب بها الجميع ولعبت وقفزت معهم كما كانت من قبل، وتعلّمت درساً أن تشكر الله دائماً على ما وهبها من نعم.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: