قصة القط ذو الحذاء

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الناس الذين يغترّون بالمظاهر، ولكن يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أن لا يحكموا على الشيء من مظهره، وسنحكي في قصة اليوم عن ولد أهداه والده قط صغير فحزن وشعر أن هذا القط لا قيمة له، ولكن القط أثبت له عكس هذا الأمر وساعده في أن يكون سعيداً، والعبرة من القصة: لا تنخدع باللباس أو المظهر؛ فمن أراد اللؤلؤ فليغوص في الأعماق.

القط ذو الحذاء:

كان هنالك رجل كبير في السن، وكان لدى هذا الرجل ثلاثة من الأولاد وهم: أحمد وخالد ونادر، وكان يمتلك طاحونة وقط وحمار فقط، قبل أن يموت هذا الرجل قام بإعطاء كل واحد من أولاده شيئاً؛ فأعطى واحد منهم الطاحونة، وأعطى الثاني الحمار، أمّا الثالث فأعطاه القط.

بدأ خالد ونادر يسخران من أحمد الذي أعطاه والدهما القطة، ويقولان له: ما هذا الشيء الذي لا قيمة له الذي تملكه؟ جلس أحمد حزيناً وينظر إلى القط هذا الحيوان الأليف الذي لا يستطيع عمل شيء، ولكن هذا القط نظر له وأخبره بشيء غريب وقال له أنّه يستطيع أن يجعله غنيّاً اكثر من أخويه الكبيرين.

شعر أحمد في بداية الأمر أن هذا القط يبالغ في الأمر، ولكنّه بعد ذلك قرّر أنّه سيساعده على أن يكون سعيداً في حياته؛ فأحضر له حذاء وألبسه له وذهب معه إلى الغابة، أثناء سيرهما في الغابة وجد أحمد جحراً للأرانب فطلب من قطه أن يذهب لاصطياد البعض منها، فذهب القط واستطاع أن يصطاد الكثير ففرح أحمد كثيراً.

أخذ القط الأرانب وطلب من أحمد أن يعود للمنزل لوحده؛ فسأله القط إلى أين سيذهب أجابه: لا تقلق سوف أعود سريعاً، ذهب القط إلى قصر الحاكم ومعه الأرانب، عندما قابل الحرّاس تعجبوا من الحذاء في رجليه، فطلب منهم القط مقابلة الأمير فسمحوا له بالدخول.

دخل القط على الأمير وهو يحمل الأرانب فسأله الأمير عنها، فأجابه القط: هذه هدية لك يا سيدي، كان لدى هذا الأمير بنت جميلة يحبّها فرحت عندما رأت القط ذو الحذاء قامت بإطعامه اللبن والقشطة، وعندما عاد القط أخبر أحمد بما حدث معه وأخبره أنّه يستطيع أن يتزوّج الفتاة الجميلة، تعجّب أحمد من قوله قال له: ولكنّني لا أملك قصراً ولا مجوهرات لك أتزوّج بنت الأمير! تركه القط وذهب.

سار القط نحو الغابة وكان بين أشجارها قصر واسع وجميل، ولكن بداخله تنين كبير، جلس القط يفكّر في حيلة لإخراج التنين من القصر، فذهب إليه وكان يعلم أن هذا التنين لديه القدرة على التحوّل لعدّة أشكال، فسأله عن ذلك وأخبره التنين أنه يستطيع التحوّل لأي شكل يريد، طلب منه أن يثبت له صدق كلامه فتحوّل في المرة الأولى لأسد، فطلب منه القط أن يتحوّل لفأر صغير، وعندما تحوّل لفأر أسرع وقام بأكله وبذلك أصبح القصر خالياً.

أسرع القط لصاحبه أحمد وطلب منه مقابلة الأميرة، ولكن أخبره أحمد بصعوبة هذا الأمر؛ فأخبره القط بحيلة ذكية وطلب منه أن يلقي بنفسه في البحيرة الموجودة بجانب القصر وأن يطلب النجدة، وافق أحمد وعندما رمى بنفسه واستنجد أسرع الأمير وابنته لإنقاذه، وأعجب أحمد بالفتاة كثيراً.

أخبر القط أحمد أن يطلب يد الفتاة للزواج فأخبر والدها الأمير، فسأله الأمير إن كان يملك قصراً فأخبره أنه يمتلك قصراً جميلاً في الغابة، ولكن الأمير لم يصدقّه؛ فأخذه القط إلى القصر وعندما شاهده الأمير أعجب بالقصر ووافق على زواج ابنته الأميرة من أحمد. عاش أحمد والأميرة حياة سعيدة وأدرك وقتها ما هي قيمة الهدية التي أعطاها له والده.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الأطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الأطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: