قصة المسارات الفضية

اقرأ في هذا المقال


قصة المسارات الفضية أو (The Silver Tracks) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.

الشخصيات:

  • الأخوين الشريرين.
  • الأخ الطيب.
  • القديس.

قصة المسارات الفضية:

كان هناك ثلاثة أشقاء يعيشون في نفس القرية، كان أحدهم غنيًا جدًا حيث كان لديه منازل وحقول وحظائر، لم يكن لديه ما ينفق عليه ماله لأنّه لم يكن لديه أطفال، لم يكن الأخ الثاني ثريًا جدًا ولكنه أيضًا كان مكتفياً، وكان لديه ابن واحد وكان كل تفكيره هو جمع الأموال والممتلكات من أجل ترك ابنه غنيًا، وكان الأخ الثالث مجتهدًا ولكنه فقير جدًا.

كان يعمل دائماً ولم يأخذ إجازة قط، ولم يكن قادرًا على تحمل تكاليف الحياة لأنّه كان لديه زوجة وعشرة أطفال، لقد كان رجلاً بسيطًا صالحًا، وقد علّم أولاده أن أهم شيء يجب عليهم فعله في الحياة هو أن يحبوا الله وأن يكونوا لطفاء مع إخوتهم، وذات مرة عندما كان القديس بطرس يتجول على الأرض يختبر قلوب الرجال.

جاء متسول إلى القرية التي يعيش فيها الإخوة الثلاثة، لقد جاء في عربة صغيرة يقودها حصانًا عجوزًا، وكان الجو بارداً وتمطر بغزارة، طرق المتسول باب الأخ الأغنى وقال: أرجوك أن توفر لي ولحصاني المأوى طوال الليل، صرخ الرجل الغني وقال: هل تظن أنّه ليس لدي ما أفعله سوى توفير المأوى لمثلك، ابتعد عنّي وإلا سأحضر رجالي وأجعلهم يضربونك.

غادر المتسول دون أن ينطق بكلمة، وذهب إلى منزل الأخ التالي الذي كان متحضرًا تجاه المتسول وتظاهر بأنه آسف لرفضه من بيته وقال: بيتي ليس كبيرا كما يبدو ولدي الكثير من الناس يعتمدون علي، اذهب أبعد قليلاً وأنا متأكد من أنك ستجد شخصًا يستقبلك، أدار المتسول حصانه وذهب إلى المنزل الصغير حيث يعيش الأخ المسكين مع عائلته الكبيرة، وطرق الباب وطلب ملجأ.

فقال على الفور: تعال يا أخي نحن مزدحمون جدًا هنا ولكننا سنجد لك مكانًا، قال المتسول: وحصاني أخشى أن أتركه تحت المطر والبرد، قال الرجل الفقير: سأثبته مع حماري تعال إلى هنا بجوار النار وجفف نفسك، وسحب الرجل الفقير عربته الخاصة وعرضها للمطر من أجل صنع مكان جاف في كوخه لحصان المتسول، ثمّ قاد حصان المتسول إلى إسطبله وأطعمه الشوفان والتبن.

شارك هو وعائلته وجبتهم المسائية مع المتسول، ثمّ أعدوا له سريرًا بالقرب من النار حيث كان قادرًا على قضاء الليل براحة ودفء، وفي صباح اليوم التالي وهو يغادر قال للفقير: يجب أن تأتي إلى منزلي في وقت ما وتزورني ودعني أرد إليك الضيافة التي أظهرتها لي، فسأله الفقير عن مكان سكنه، قال المتسول: يمكنك دائمًا أن تجدني من خلال تتبع آثار عربتي.

ستعرفهم لأنّهم أوسع من مسارات أي عربة أخرى، سوف تأتي أليس كذلك؟ وعده الرجل الفقير قائلاً: سأفعل ذلك إذا كان لدي وقت وودع كل منهما الآخر، وانطلق المتسول ببطء، ثمّ ذهب الرجل الفقير إلى السقيفة للحصول على عربته وأول شيء رآه كان اثنين من البراغي الفضية الكبيرة ملقاة على الأرض، فقال في نفسه: لا بد أنهم سقطوا من عربة المتسول، وركض إلى الطريق ليرى ما إذا كان المتسول لا يزال قريباً.

لكنّه اختفى هو والعربة، وعندما ذهب إلى الإسطبل للحصول على حماره، وجد أربعة أحذية ذهبية للخيول حيث كان حصان المتسول يقف، فصاح: يجب أن أعيدهم والمسامير الفضية مرة واحدة، سأخفيهم بعيدًا وفي فترة ما بعد الظهر عندما يكون لدي بضع ساعات، سأتبع آثار العربة إلى منزل المتسول، وبعد ظهر ذلك اليوم التقى بشقيقيه الثريين وأخبرهما عن المتسول.

فطلبا منه الذهاب معه إلى المنزل ليروهم، لذلك عادوا إلى المنزل مع الرجل الفقير ورأوا البراغي الفضية وحذاء الحصان الذهبي، فقال المسكين: أيها الإخوة إذا كان لدى أي منكما الوقت، أتمنى أن تأخذا هذه الأشياء وتعيداها إلى المتسول، رفض الأثنان بحجة أنّه لم يكن لديهما وقت، وقال الاثنان: أرنا مسارات عربته، وعندما رأوها قرر كل واحد في نفسه أن يذهب على الفور ويرى بنفسه أي نوع من المتسولين هو.

وذهب الأخ الأكبر في اليوم التالي حيث قادته المسارات الفضية عبر الغابات والحقول حتّى وصل أخيرًا إلى نهر امتد بجسر خشبي، ووراءه جاء الرجل الغني إلى مرج حيث كان هناك ثوران غاضبان كانا يطاردان بعضهما البعض ويتقاتلان، ففكر الرجل الغني في نفسه: أتساءل لما لا يوقفهما شخصًا ما، ثمّ رأى جسر حديدي فيه حقل وشجيرة وكبشان غاضبان يطاردان بعضهما البعض حول الأدغال ويتقاتلان.

ثّم قال: لم أر قط هذا العدد الكبير من الحيوانات الغاضبة، وكان الجسر التالي من النحاس اللامع، وأدت المسارات الفضية فوق الجسر النحاسي إلى واد واسع فوقه جسر كان أجملهم جميعًا لأنه بني من الفضة اللامعة البيضاء، نزل الرجل الغني من عربته وفحصه عن كثب، وهزّ الجسر حيث وجد أربعة مسامير استطاع سحبها، وكانت ثقيلة الوزن فوضعهم في قاع عربته وغطاها بالقش.

ثمّ ذهب إلى المنزل بأسرع ما يمكن، كان منتصف الليل عندما وصل إلى هناك، وأخفى البراغي الفضية في القش، ولكن في اليوم التالي وجد كنزه تحوّل إلى أربع قطع من الخشب بدلاً من أربعة براغي فضية، وبعد أيام قرر الأخ الثاني أنّه سيتبع المسارات الفضية، وذهب في نفس الطريق تمامًا ورأى نفس الأشياء بالضبط، وعبر كل تلك الجسور الرائعة التي عبرها شقيقه.

ورأى كل تلك الحيوانات الغاضبة لا تزال تحاول إيذاء بعضها البعض حتى الموت، لكنه لم يتوقف عند الجسر الفضي لأنّه كان يعتقد أنّه ربما يكون الجسر التالي ذهبيًا، وخلف الجسر الفضي كان هناك واد واسع فيه رجل يقف بمفرده في حقل ويحاول التغلب على قطيع من الغربان كان ينقض على عينيه، كان بالقرب منه رجل عجوز بشعر أبيض كالثلج يطلق صرخات صاخبة  للتخلص من الثوران اللذان كانا يمضغان شعره الأبيض، وكانت هناك شجرة تفاح ورجل جائع عندما تصل إلى فمه تتحول لرماد، وفي مكان آخر،

قال الأخ الثاني: يا له من بلد غريب، أخيرًا وصل إلى الجسر التالي الذي كان ذهبًا لامعًا، نزل الأخ الثاني من عربته وبدأ يسحب أجزاء مختلفة من الجسر، وأخيرًا نجح في سحب أربعة مسامير طويلة كانت ثقيلة جدًا لدرجة أنه لم يستطع رفعها، ووضعهم في عربته وغطاهم بالقش، ثمّ عاد إلى المنزل بأسرع ما يمكن، وأخفي البراغي الذهبية في الحظيرة، وفي الصباح وجد مكانها أربع براغي من الخشب.

لذلك كان هذا كل ما حصل عليه الأخ الثاني لمتابعة المسارات الفضية، ومرّت السنوات وعمل الرجل الفقير يومًا بعد يوم، ومات بعض أبنائه وكبر الباقون، وتزوجوا وقاموا ببناء منازلهم، ثمّ ماتت زوجته الطيبة وجاء الوقت الذي كان فيه وحيدًا في العالم، وفي إحدى الليالي بينما كان جالسًا على عتبة بابه تصادف أن تذكر المتسول والوعد الذي قطعه على نفسه لزيارته في وقت ما.

وفي اليوم التالي أخرج البراغي الفضية وحذاء الحصان الذهبي من المكان الذي أخفاهما طوال هذه السنوات ووضعهما في كيس، ثم ربط حماره بعربة، وبدأ في تتبع المسارات الفضية إلى منزل المتسول، ورأى بالضبط نفس الأشياء التي رآها إخوته تلك السنوات العديدة من قبل، وكل تلك الحيوانات المحاربة الرهيبة وكل هؤلاء الرجال التعساء.

ووصل وراء الجسر الذهبي إلى حديقة كانت محاطة بجدار عالٍ من الماس والياقوت، نزل الرجل الفقير من عربته، ثمّ أخذ الحقيبة وذهب إلى بوابة الحديقة، وعندما طرق البوابة، كان المتسول هو نفسه من فتح البوابة، وعندما رأى المسكين ابتسم وقال: لقد كنت في انتظارك كل هذه السنوات، فدخل الرجل الفقير إلى الداخل، وقبل كل شيء أعطى المتسول حذاء حصان ذهبي ومسامير فضية.

قال: سامحني لإبقائهم طويلاً لم يكن لدي وقت لإعادتهم ابتسم المتسول، وقال: أنّهم كانوا بأمان معك، ثمّ وضع المتسول ذراعه على كتف الرجل الفقير وقاده عبر الحديقة وأظهر له الثمار الذهبية الرائعة والزهور الجميلة، وجلسوا بجانب ينبوع المياه، وبينما كانوا يستمعون إلى أغاني الطيور، سأل الرجل الفقير عن الأشياء الغريبة التي رآها على طول الطريق، قال المتسول: كل تلك الحيوانات كانت ذات يوم بشرًا، وقضت كل وقتها في القتال والغش والسب.

كانت الثيران جيرانًا قاتلوا لسنوات وسنوات على حدود مزارعهم والآن يواصلون القتال إلى الأبد، وكان الرجل العجوز الذي تأكل الثيران شعره مزارعًا يرعى ماشيته في حقول جيرانه، والآن لديه مكافأته، وكان الرجل الذي تنقر الغربان في عيونه ابنًا جاحدًا أساء معاملة والديه، والشخص الذي تحولت التفاح على شفتيه إلى رماد كان شرهًا، وتحدثوا معًا حتّى وقت متأخر من بعد الظهر وعندما غادر المسكين من بوابة الحديقة اختفى حماره.

وعندما وصل الرجل الفقير إلى قريته بدت الأمور مختلفة حيث المنازل التي تذكرها قد اختفت وحلّ محلها مساكن جديدة، ولم يستطع العثور على منزله الصغير، ولم يعرف الناس حتى اسمه، ولا حتى أبنائه، وأخيرًا التقى برجل عجوز تذكر اسم العائلة وأخبره أنه قبل سنوات عديدة ذهب آخر الأبناء إلى قرية أخرى ليعيش فيها، فقرر المسكين أنّه من الأفضل له العودة إلى صديقه المتسول.

ومرة أخرى تبع المسارات الفضية وعندما وصل قال المتسول: ستبقى معي الآن إلى الأبد وسنكون سعداء للغاية معًا، وعندما نظر الرجل الفقير في وجه المتسول ليشكره رأى أنه لم يكن متسولًا على الإطلاق بل القديس المبارك نفسه، ثمّ علم أنّه كان في أرض جنة القديس.

المصدر: The Silver Tracks


شارك المقالة: