قصة الملك يوحنا ورئيس أبوت كانتربيري

اقرأ في هذا المقال


قصة الملك يوحنا ورئيس أبوت كانتربيري أو (King John and the Abbot of Canterbury) هي حكاية من الحكايات الشعبية والأساطير الإنجليزية والويلزية، حررها جوزيف جاكوبس، ظهر تقليد الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

الشخصيات:

  • الملك يوحنا.
  • الكاهن. 
  • الراعي.

قصة الملك يوحنا ورئيس أبوت كانتربيري:

في عهد الملك جون عاش هناك رئيس دير كانتربري الذي حافظ على الدولة العظيمة في ديره حيث كان مائة من رجال رئيس الأباتي يتناولون العشاء معه كل يوم في قاعة طعامه، وكان يحرسه يوميًا خمسون فارساً يرتدون معاطف مخملية وسلاسل ذهبية، في تلك الأثناء كان الملك جون ملكًا سيئًا للغاية، ولم يستطع تحمل فكرة أن يكون هناك أي شخص مهم ومحبوب في مملكته أكثر منه.

لذلك استدعى رئيس دير كانتربري يوماً ليحضر أمامه، وجاء رئيس الدير مع حاشية جيدة من خمسين فارساً يرتدون عباءات مخملية وسلاسل ذهبية، وحضر الملك لمقابلته، وقال له: أيها الأب أبوت، لقد سمعت عنك، فأنت تحظى بحالة من الاهتمام أعظم بكثير مما أنا عليه الآن، وهذا لا يليق بكرامتنا الملكية، وأنا أشم رائحة الخيانة فيك

فقال رئيس الدير منحنيًا أمامه: مولاي، أريد أن أخبرك أنّ كلّ ما أنفقته على نفسي قد تمّ منحه مجانًا للدير من الناس التقيّة، وأنا على ثقة من أنّ جلالتك لن تأخذ الأمر على نحو سيء، فأنا لا أنفق شيئاً إلا على من أجل الدير، أجاب الملك: كلا، أيها العزيز، كل ما في هذه الأرض التي تحيط بإنجلترا هو ملكنا وليس لك الحق في أن تجعلني أشعر بالخزي من خلال الكلام بتلك الطريقة.

ومع ذلك، فإنّه من باب الشفقة عليك، سأدع حياتك وممتلكاتك على حالها، إذا كنت تستطيع الإجابة عن ثلاثة أسئلة سوف أطرحها عليك، قال الكاهن: سأفعل ذلك يا مولاي، بقدر ما يمكن أن يساعدني تفكيري المحدود، قال الملك: حسنًا إذاً، أخبرني أين هو مركز جميع أنحاء العالم، ثمّ أخبرني متى يمكنني السفر حول العالم بأسره وأخيراً، أخبرني بما أفكر به الآن، فتمتم رئيس الدير ضاحكاً: ولكن يا صاحب الجلالة، ما أدراني.

قال الملك: أنا لا أمازحك، ما لم تتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة الثلاث قبل نهاية الأسبوع، سأقوم بقتلك دون تردد ولا رحمة، ثمّ ابتعد الملك، فانطلق الكاهن في خوف وارتعاش، وذهب أولاً إلى أكسفورد ليرى ما إذا كان أي طبيب متعلم يمكنه إخباره بالإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة، لكن لم يستطع أحد مساعدته، وشق طريقه إلى كانتربري حزينًا وغاضباً، ليأخذ إذناً من رهبانه للسفر.

لكنّه في طريقه قابل راعياً وهو ذاهب إلى الحظيرة، فقال له الراعي: أهلاً وسهلاً بك أيها  الكاهن الأب، ما الأخبار التي أحضرتها من الملك جون الطيب؟ قال الكاهن: خبر حزين أيها الراعي، ثمّ أخبر الراعي بكل ما حدث، قال الراعي: والآن ابتهج يا سيدي الكاهن، أحياناً يجيب الأحمق على ما لا يعرفه الرجل الحكيم، سأذهب بدلاً منك إلى لندن، امنحني فقط ملابسك وحاشيتك من الفرسان، على الأقل يمكنني أن أموت بدلاً منك.

قال الكاهن: لا، أيها الراعي يجب أن أواجه الخطر بنفسي، ولهذا لا يمكنك أن تذهب من أجلي، فقال الراعي: ولكن يمكنني فعل ذلك يا سيدي الكاهن وسأرتدي قلنسوة، ولن يعرفني أحد على ما أنا عليه؟ وهكذا وافق رئيس الدير أخيرًا، وأرسله إلى لندن مع أكثر فرسانه قوة وروعة، واقترب من الملك جون بكل حاشيته، لكنّه ارتدى لباس الراهب البسيط وطربوش على وجهه.

قال الملك جون: الآن أهلا بك يا سيدي الكاهن، أرى أنّك مستعد لموتك، فقال الراعي: أنا مستعد للرد على جلالة الملك، فقال الملك: حسنًا، السؤال أولاً أين مركز الأرض المستديرة؟ قال الراعي : هنا، وغرس عصاه في منتصف أرض القصر أمام الملك، ثمّ قال: إذا كان جلالتك لا يصدقني اذهب وقسها وانظر بنفسك، قال الملك: يا لها من إجابة مرحة وداهية وتدل على ذكائك.

لذا سوف أسألك السؤال الثاني: متى يمكنني السفر حول هذا العالم المستدير؟ فقال الراعي: إذا ركب جلالتك حصانه بلطف مع شروق الشمس ودار حول تلك النقطة حتّى صباح اليوم التالي، فمن المؤكد أن جلالتك قد درته، ضحك الملك جون: وقال: لم أعتقد أنّه يمكن لأحد استدراجي هكذا، ولكن سأدع هذا يمر، وأخبرني بجواب السؤال الثالث والأخير، وهذا هو، ما الذي أفكر فيه الآن؟

قال الراعي: هذا سهل، يا جلالتك، جلالتك تعتقد أنني سيدي رئيس دير كانتربري، ولكن كما ترى وهنا رفع قلنسوته، ثمّ قال: أنا لست سوى راعيه المسكين الذي أتيت لأطلب العفو عنه ومن أجلي،  ضحك الملك بصوت عال، وقال: لديك ذكاء أكثر من سيدك، وأنت يجب أن تكون رئيسًا في مكانه، فقال الراعي: لا، هذا لا يمكن أن يكون، فأنا لا أعرف أن أكتب ولا أقرأ.

فقال الملك: حسنًا، إذاً، سيكون لديك أربعة نبلاء في الأسبوع لتعليمهم جزءاً من ذكاءك، وأخبر رئيس الدير عنّي أنه حصل على عفوي، وبهذا أرسل الملك جون الراعي بهدية ملكية ثمينة إلى جانب راتب شهري.

المصدر: King John and the Abbot Canterbury


شارك المقالة: