قصة الوافد Arrival Story

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول هبوط مفاجئ لبعض المركبات الفضائية في كافة أرجاء العالم، وقد كان ذلك الحدث العالمي جعل كافة قادة العالم يحاولون يجمعون العديد من العلماء والمختصين من أجل التواصل مع الفضائيين لمعرفة أسباب وجودهم على كوكب الأرض، وهل أن هبوطهم هو مجرد رحلة استكشافية أم من أجل محاولة احتلال العالم؟ وقد تم تجسيد القصة في أحد الأفلام السينمائية الذي أصدر عام 2016م.

قصة الوافد

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك إحدى السيدات وتدعى لويز قد ظهرت مع ابنتها الوحيدة، وبعد أن ربتها وكبرت بين أحضانها وأصبحت في فترة المراهقة توفيت ابنتها على إثر إصابتها بأحد الأمراض المميتة، وقد كانت وفاة ابنتها قد أدخلتها في حالة من اليأس والإحباط لفترة طويلة، وبعد مرور تلك الفترة خرجت السيدة لويز مرة أخرى من جديد.

وأول ما خرجت من تلك الحالة تقدمت للتدريس في إحدى الجامعات، وبالفعل تم قبول طلبها على الفور، فقد كانت تمتلك خبرة ممتازة في تدريس اللغويات، وفي أحد الأيام بينما كانت تلقي محاضرتها بين جموع من الطلبة حدث هياج بينهم، وحينما سألتهم حول الموضوع، تحدث إليها أحدهم حول وجود مركبات فضائية تغزو العالم، حيث أنه في تلك اللحظة تم سماع أخبار حول وصول مجموعة من الأجسام الفضائية العملاقة لكوكب الأرض، وأكثر ما دبّ الرعب في قلوب المواطنين هو أن تلك الأجسام الغريبة لم يتم معرفة حقيقة مصدرها.

وفي تلك الأثناء بدأت تلك الأجسام تظهر في العديد من الأماكن المختلفة حول العالم من شرقه إلى غربه، وفي بداية ظهور تلك الأجسام هبطت ما يقارب على الاثني عشر مركبة فضائية على كوكب الأرض، وفي تلك اللحظة على الفور قامت قوات الجيش الأمريكي بالتجهيز وإعداد خطة محكمة من خلال تجنيد أهم وأبرز العلماء حتى يتمكنوا من التواصل مع تلك المراكب ومن فيها.

وهؤلاء العلماء اختاروا أحد الأشخاص من أجل دعمهم في مهمتهم ويدعى الكولونيل ويبر، والذي بدوره اختار أفضل معلمة في مجال اللغويات من أجل مساعدتهم في تلك المهمة في معرفة اللغة التي يتحدثون بها قادة هؤلاء المركبات، وقد وقع الاختيار على السيدة لويز، كما تم اختيار أحد العلماء في مجال الفيزياء ويدعى ايان؛ وكل هؤلاء تم اختيارهم من أجل تحليل السبب الذي دفع تلك المركبات الفضائية بالوصول إلى كوكب الأرض، والبحث في الطريقة التي يتم بها التواصل معهم.

ثم بعد ذلك يتم حشد وجمع هؤلاء العلماء مع من تم اخيارهم للمساعدة في المهمة عبر طائرات الجيش ونقلهم إلى أحد المعسكرات؛ وذلك من أجل أن يقوموا بتدريب الجيش الموجود في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة مونتانا، وقد كانت تلك المدينة هي الأقرب لمكان وجود تلك الأجسام الفضائية العملاقة، وهناك قام كل من الكولونيل والمدرسة والفيزيائي بالتواصل مع واحدة من السفن الفضائية وبالفعل يتم تحديد موعد من أجل الصعود إلى المركبة الفضائية؛ وذلك حتى يتم التواصل مع الفضائيين ومعرفة لماذا هم متواجدين على الأرض وماذا يريدون من ذلك الكوكب.

وأول ما قاموا به هو أن لويز بدأت في دراسة اللغة والرموز المعقدة جدًا التي يتواصلوا بها فيما بينهم، ومن خلال تواصلها معهم اكتسبت مهارة غريبة جراء رؤيتها لبعض المشاهد والأحداث الآتية من المستقبل، ومن هنا سرعان ما قامت المُدرسة ومجموعة من العلماء بالتواصل مع علماء آخرين عبر العالم أجمع؛ وذلك حتى يتمكن أياً منهم تحليل تفكير الفضائيين؟ ولكن ما حدث في تلك الأثناء هو أنه أخطأ عدد من العلماء من دولة الصين في تفسير بعض رموزهم، وقد حدث ذلك حينما سألوا عن سبب تواجدهم على كوكب الأرض، إذ أنهم اعتقدوا أنهم يعنوا بما قالوه هو كلمة استخدام السلاح، وهنا سرعان ما قطعوا معهم الاتصال وبدأوا في الاستعداد لشن الحرب عليهم.

وفي ذلك الوقت قامت مجموعة من الجنود بوضع واحدة من القنابل في أقرب مكان لواحدة من المركبات الفضائية، وخلال الحوار بين كل من الفضائيين والمُدرسة والفيزيائي كانت هناك إحدى الرسائل التي وصلت إليهم وهي رسالة غريبة ومعقدة بعض الشيء، وقبل أن يتم تفجير القنبلة قام واحد من الكائنات الفضائية بإخراج الفيزيائي والمُدرسة من المركبة الفضائية، كما قامت قوات الجيش بإخلاء المكان على الفور؛ وذلك خشية ردة فعل الفضائيين على شن الهجوم عليهم.

وفي يوم من الأيام قامت المُدرسة بتحليل عدد الرسائل والإشارات الخاصة بالفضائيين، وقد أوضحت أنهم يريدون النهوض بالأمم وأن تقوم كافة دول العالم بمشاركة ما يتوصلون إليه من علم وليس الحرب كما اعتقد الصينيون، وفي هذا الوقت قام أحد من المسؤولين من دولة الصين بإرسال رسالة تهديد للفضائيين، وفي تلك الرسالة طالبهم بالرحيل في غضون أربع وعشرين ساعة، كما أرسل إليهم مسؤولين من دولة روسيا كذلك وكل من الباكستان والسودان.

ولكن في تلك اللحظات جازفت المُدرسة وذهبت في محاولة أخيرة منها من أجل دخول المركبة الفضائية، وفي محاولتها تلك شرح لها عدد من الفضائيين أنهم قدموا من أجل تقديم المساعدة الإنسانية؛ وأن ما دفع بهم إلى ذلك هو أنهم بعد مرور ما يقارب على ثلاثة آلاف عام سوف يكونون هم بحاجة كذلك إلى مساعدة الإنسان.

وأول ما توصلت المُدرسة إلى ذلك عادت على الفور حتى تخبر العالم أجمع بغاية الفضائيين وهدفهم من الهبوط على كوكب الأرض، ولكنها لا تعثر على أي شخص فقد تمت عملية الإخلاء بالكامل، ولكنها تمكنت من التواصل مع الفيزيائي وأخبرته بما حدث معها كما تواصلت مع المسؤول الصيني وقامت بإقناعه بالتوقف عن شن الهجوم على تلك الكائنات الصديقة، وبالفعل نجحت في إقناع الصين وأعلنت الصين رسميًا تراجعها عن الهجوم على الفضائيين وفي النهاية حذت باقي الدول حذو الصين، كما أنها رحلت السفن الفضائية واحدة تلو الأخرى من كافة أنحاء العالم، وعلم العالم أجمع أنهم قد جاءوا في رسالة سلام للعالم أجمع وكانوا يريدون بها التعاون بين كافة الأمم والشعوب.

وأخيراً عبر الفيزيائي عن حبه للمُدرسة وتقدم للزواج منها، ولكن في تلك اللحظة طغت عليها الحيرة في أن تدخل في الزواج من جديد وتنجب طفل آخر بدل بنتها التي توفيت، أم أنها لا تقدم على ذلك خوفاً من المستقبل وما يخبئه لها من فقدان ما تخشى فقدانه مرة أخرى وأخذوا يتحدثان حول خيارات الحياة في حال عرفوا ما يخبئه لهم القدر، وتترك النهاية مفتوحة أمام القارئ في الإجابة على سؤالين وهما: أن نعيش الواقع أم نحاول فك غموض المستقبل، وهل إدراك المستقبل نعمة أم نقمة؟.

المصدر: كتاب ألوان في القصة القصيرة من الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963م


شارك المقالة: