قصة تل الجن

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والمؤلف هانس كريستيان أندرسن وهو من مواليد دولة الدنمارك من أبرز الكُتاب الذين ظهروا في كتابة القصص القصيرة والروايات والخرافات، ومن أكثر القصص التي اشتهر بها هي قصة تل الجن.

قصة تل الجن

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول مجموعة من الحيوانات التي تم تصنيفها من قبل العلماء في خانة الزواحف، والتي تعرف باسم أبو بريص، حيث في البداية كانت تركض بعض من أبو بريص وهي في حالة ارتباك كبير في شقوق شجرة ضخمة، كان بإمكانها أن تتحدث مع بعضها بعضًا لأنها تتحدث باللغة المعتدة بينهم، فقالت إحداهن: أي ضجيج ذلك الذي يدور في منطقة تل الجن القديم، قالت أخرى: خلال الليلتين الماضيتين قلقت جداً ولم أستطيع النوم بسبب هذا الضجيج.

وفي تلك اللحظة أشارت أبو بريص الثالثة إلى أن هناك حدث ما سوف يحدث في منطقة تل الجن، إذ عملوا سكان تلك المنطقة على إيقاف ذلك التل على أربعة أعمدة ملونة باللون الأحمر، وبقوا يعملون في رفع الأعمدة حتى صياح الديك، كما عملوا على تهوية المكان جيدًا، وقامت الجنيات في ذلك التل بتعلم رقصة جديدة حتى يقومن بالدبك عليها.

وكما تحدثت أبو بريص الثالثة وقالت: لقد التقيت مع دودة أرض كانت تقطن في ذلك التل وأخبرتني أنها وصلت للتو من ذلك التل، حيث كانت تنبش في الأرض مواصلة الليل بالنهار، وأنها تتوقع زيارة لشخص غريب في تل الجن، وهذا الغريب يبدو ذو مقام رفيع المستوى، ولكن تلك الشخصية لم تعرف عنها دودة الأرض شيء، ولكنها قالت أنه تم استدعاء كل ذوي المصابيح حتى يقوموا بعمل مسيرة شغل كما سمعت، كما لمع كل من الذهب والفضة الموجودة في ذلك التل، وتم وضعها تحت ضوء القمر.

وفي تلك اللحظة بدأت كل واحدة من أبو بريص تنظر في الأخرى وتتساءل من تكون تلك الشخصية، وهنا قالت إحداهن انصتوا فهناك صوت طنين يا له من زن! وفي ذات اللحظة انشق تل الجن وظهرت جنية عجوز لا تمتلك ظهر، كما كانت تلبس ثياب وقورة، وهي ترقى في مشيها فقد كانت مدبرة قصر الملك، كما أنها من الأقرباء البعيدين في لعائلة الملك، وكان على جبينها قلب من الكهرب، وخطرت بشكل مباشر نحو المستنقع حيث يوجد طائر الليل.

وفي ذلك الوقت قامت الجنية العجوز بدعوة طائر الليل في تلك الليلة إلى تل الجن، وهنا طلبت منه أن يقول بدعوة باقي الأشخاص إلى التل، وقالت: إذ أننا في هذه الليلة سوف نستقبل شخصيات غريبة ذو مستوى رفيع وهم عفاريت لهم باع طويل، ويريد ملك الجن العجوز أن يتباهى أمامهم في هذه المناسبة.

فسأل طائر الليل عن الأشخاص الذي يمكنه دعوتهم إلى الحفل الراقص، فردت الجنية: بإمكانك دعوة الجميع حتى البشر، لكن بشرط أن يكونوا يتحدثوا أثناء نومهم، أو شيء ممّا هو شبيه بما يفعله جنسنا، ولكن في الجزء الأول من الحفلة ينبغي أن تكون هناك اختيارات مشددة، فملك الجن يريد حضور الأعلى شأنًا في البداية، فقال طائر الليل: أنا اختلف برأيي مع الملك، إذ  لا يمكننا دعوة حتى الأشباح بهذا القرار.

ومن هنا انطلق طائر الليل لتوجيه الدعوات للجميع، وفي تلك الأثناء قام الجميع بتجهيز التل للحفلة، حيث تم غسيل الأرضيات، كما تم فرك الجدران بشحم الساحرة حتى لمع تماماً، كما كان المطبخ مليء بالضفادع المعلقة على أسياخ من جلد حية كما حضروا سلطة بذور الفطر، وإضافة على ذلك كما قام ملك الجن بأمر تلميع تاجه الذهبي بمسحوق الطباشير، كما تم تلصيق الستائر، وقد كان هناك طنين وزن هرج ومرج يعم في التل بأكمله.

وفي النهاية قاموا بتبخير المكان بشعر مجعد وشعر الخنزير، وفي تلك اللحظة سألت إحدى بنات الملك والدها: أخبرني من سوف يكون صاحب الشأن؟ وهنا قال الملك لاثنتين من بناته اللواتي كأنن على وجه الزواج أن يتجهزن، وقال: إن صاحب الشأن هو شيخ العفاريت من دولة النرويج، والذي يعيش بين الصخور الكبيرة ومنجم من الذهب، ومعه ولديه الاثنين يبحث لهم عن زوجات.

وفي ذلك الوقت جاء اثنان من ذوي المصابيح حتى يخبرا الملك أن كبير الشأن وولداه قد وصلا، وهنا قال الملك: ناولوني تاجي ودعوني أقف تحت ضوء القمر، وهنا قامن الفتيات بالانحناء على ركبهن حتى لامسن الأرض، وذلك كتحية للملك، ووقف العفريت يرتدي تاج مصنوع من ذوابات جليدية صلدة، كما كان يلبس فراء دب وجزمة، وهنا كانا الولدان يمشيان إلى جانب والدهم، وقد كانا فلهويين.

وعند دخول شيخ النرويج وولداه إلى التل سرعان ما تم فهم اللغة بينهم وبين ملك الجن وبناته، كما بدأوا بحفل رقص على الطراز الحديث، حيث كان الجميع يصطف بشكل لطيف وأنيق، وهنا تم استدعاء الجميع إلى مائدة الطعام، ما عدا الولدان النرويجيان، فقد قاما في تلك اللحظة بتصرفات صبيانية، إذ وضعوا أرجلهم فوق المائدة، نهاهم والدهم عن ذلك الأمر واستمعا لأوامره.

وهنا بدأ الملك النرويجي الحديث عن جمال النرويج والحيوانات التي تعيش فيها، بينما الولدان والفتيات بدأوا بغناء الأناشيد والرقص، وفي تلك اللحظة قام ملك الجن باستدعاء أصغر بناته وهي كانت الأكثر جمالاً بينهم، وهنا طلب منهم أن تضع عوداً أبيضاً في فمها وتختفي وأن تقوم بعمل ذلك أمام ملك النرويج، لكن ملك النرويج أشار إلى أنه لا يحب هذا النوع من الفن ولا حتى أولاده، بينما طلب من الثانية أن تمشي بجانب نفسها حتى يبان ظلها، إذ أن العفريت لا يملك ظل على الاطلاق.

بينما الثالثة فقد كانت تختلف تمامًا، إذ تعلمت في أحد البيوت كيفية تخمير امرأة المستنقع، كما تعلمت أيضاً كيفية حشو جذوع الأشجار بحشرات سراج الليل، وهنا كان يشير بها والدها أنها سوف تكون ربة بيت مبدعة، بينما الفتاة الرابعة فقد قالت أنه تحب النرويج جداً  وانها وعدت نفسها بأن لا تتزوج إلا بالشخص الذي يقوى على سفرها إلى النرويج.

وفي تلك الأثناء انحنت أصغرهن إلى أذن شيخ العفريت وهمست له بأن أختها تحب ذلك لمجرد أنها سمعت جزء من الأناشيد النرويجية والذي يقول بأنه حينما يزول العالم بأكمله سوف تبقى صخور النرويج، وهي لا تحب الزوال على الاطلاق، ولهذا تريد أن تبقى بين صخور النرويج، وأخيراً قدم ملك الجن أخر بناته وقال عنها: إنها تجيد سرد القصص والخرافات للناس من خلال أصابع أيديهم، فلكل إصبع عندها قصة، وعندما بدأت الجنية الأخيرة بقص القصص على شيخ العفريت أعجب بها جداً، وفي تلك اللحظة قام شيخ العفريت بطلب يد تلك الفتاة لنفسه وليس لولديه، وأخبر ولداه بأنه قد جاء لهم بأم، وهنا قام شيخ النرويج بالرقص مع زوجته وتبادل الأحذية، فقد كان يرى ذلك أنسب من وجهة نظره من تبديل الخواتم، وهنا صاح الديك كإعلان على زواجهم.

المصدر: قصص وحكايات خرافية، الكاتب: هانس كريستيان أندرسن، تاريخ الإنشاء 8 مارس 2012


شارك المقالة: