قصة جحا والببغاء

اقرأ في هذا المقال


لجحا مع الحيوانات والطيور الكثير من القصص والحكايات الممتعة، فمرةً مع الحمير ومرةً مع الدجاج وغيرها، سنتناول عزيزي القارئ في هذه القصة جحا مع الببغاء الذي تم بيعه بالسوق، حيث قام جحا بهذه القصة بشيء دل على جهل جحا بإدراك قيمة الأشياء، وكالعادة بأسلوب ممتع وشيق.

جحا والببغاء:

كان جحا يقضي معظم أوقاته في السوق، وفي يوم من الأيام كان هنالك رجلاً يبيع الببغاء ويصيح في السوق، اجتمع الناس حول هذا الرجل وأصبح كل شخص يعطي سعراً مختلفاً لهذا الببغاء لشرائه، وكان جحا واقف من بينهم، وكان ينظر للبغاء وهو يسمع من حوله من الناس وهم يزيدون بثمن الببغاء، حتّى وصل الثمن إلى ثلاثين ديناراً.

قام بشرائه أحد الموجودين بهذا السعر وهو ثلاثون دينار، ونظر له جحا وهو متعجّباً وقائلاً في نفسه: هل هذا الطائر النحيف يستحق هذا الثمن؟ ورجع إلى البيت وهو يشعر بدهشة كبيرة، لاحظت زوجته اندهاشه وصمته وتفكيره الطويل فسألته: ما بك يا جحا، بماذا تفكّر؟ قال لها: لقد نزلت اليوم إلى السوق ورأيت رجلاً قد باع الببغاء بثلاثين ديناراً وهو طائر صغير، ونحن لدينا ديك كبير، أعتقد أن الوقت قد حان فلماذا لا نفكّر في بيعه، فسوف يجلب لنا مالاً كثيراً.

وجاء اليوم التالي وقرّر جحا أن يبيع الديك في السوق، أخذ الديك ووقف وأصبح ينادي بصوت عالي من يشتري هذا الديك؟ واجتمع الناس حوله وبدأوا الزيادة في السعر، وكانوا قد بدأوا من دينار وقاموا بالزيادة حتّى وصلوا لسعر خمسة عشر ديناراً.

وقف الناس عند هذا السعر ولم يزيد به أي أحد منهم، غضب جحا واندهش وقال لهم: كيف تجعلون هذا ثمناً للديك وأنتم تضعون أكثر منه لطائر صغير؟ أنا أبيع الديك وهو أكبر حجماً من الببغاء، نظر له الناس من حوله وقالوا له: حجم الطائر لا يحكم ثمنه، بل هذا طائر وهذا طائر آخر مختلف، فالببغاء يتكلّم والديك لا يتكلّم، فقال لهم جحا: وهل تعلمون أن الديك الذي لدي يخرج أصواتاً كذلك.

ضحك الناس من حوله وقالوا له: الديك لا ينطق كلاماً هو يقول: كوكو فقط، أمّا الببغاء فتنطق كلاماً، قال لهم جحا: الديك الذي لدي يؤذن صباحاً ويخرج أصواتاً، ولكن الناس من حوله لم يقتنعوا بكلامه، غضب جحا وعاد لمنزله حزيناً وهو الذي كان يظن أن هذا الديك سيجلب له مالاً أكثر بسبب حجمه الكبير.

المصدر: قال لي جحا/محمد فهمي عبد اللطيف/1977هكذا تكلم جحا/سعيد،رفعت/2007قصص جحا المضحكة/2000قصص جحا الممتعة/علي البتيري/2018


شارك المقالة: