قصة جحا يشهد الحق

اقرأ في هذا المقال


جحا من الشخصيات التي لطالما سمعنا عنها وسمعنا قصصه وحكاياته المسلية والمضحكة، فكما علمنا بأنه رجل واسع الحكمة والمعرفة، فيخرج من المواقف التي تواجهه في حياته بكل ذكاء وتنتهي لصالحه، فهناك الكثير من القصص والروايات والطرائف له، ومن تلك القصص قصة جحا يشهد الحق.

قصة جحا يشهد الحق

في يوم من تلك الأيام أتى صديق إلى جحا، فرحب به جحا واستقبله في بيته، قال الرجل: أتيت يا جحا وأنا في أمسّ الحاجة إليك، قال جحا، أتحتاج المال يا صديقي؟ قال الرجل: لا والحمد لله فأنا لدي المال الكثير، أتيت إليك لكي تشهد معي شهادة، قال جحا: أشهد على ماذا؟!

قال الرجل: أريد أن تذهب معي إلى القاضي وتشهد بأني أعطيت فلان على الدين مئة إردب من القمح، قال جحا: ولكن يا صديقي أنا لم أشاهدك وأنت تعطي هذا الرجل! قال الرجل: اعلم يا جحا بأنك لم تر شيئا، ولكنك صديقي ومن المؤكد بأنك تحب لي الخير، قال جحا للرجل: أي خير هذا يا صديقي! أنت تطلب شيء من المستحيل أن أفعله.

قال الرجل: لقد خاب ظني كثيراً، ليتني ما أتيت ولا أخبرتك بما أريده منك، فقد ظننت أنني أمتلك صديقاً مقرباً، قال جحا: والله لو أني رأيتك لما ترددت عن تلك الشهادة، فلا تحزن يا صديقي، بإمكانك أن تعثر على شاهد آخر يشهد معك، قال الرجل: ما رأيك أن أعطيك مقابل شهادتك هذه ثلاثين ديناراً؟!

فكر جحا قليلاً ثم نظر إلى صديقه وقال: ثلاثون ديناراً مقابل أن أشهد تلك الشهادة البسيطة! فأنا موافق، فرح الرجل فرحاً شديداً، وأعطى جحا النقود، قال لجحا: غداً سوف أمر عليك في الصباح؛ لكي نذهب سوياً إلى القاضي وتشهد لصالحي، وفي اليوم التالي أتى ذلك الرجل وأخذ جحا لذهاب سوياً إلى القاضي، وهم في الطريق قال الرجل لجحا: لا تنسى يا جحا مئة إردب من القمح، قال جحا: لا عليك يا صديقي العزيز.

وحين وصلوا إلى القاضي ادعى الرجل على فلان بأنه أعطاه على الدين مئة إردب من القمح، أنكر فلان ما قاله الرجل، قال القاضي: هل لديك شهود أيها الرجل على ما تقول؟ قال الرجل بكل ثقة: نعم، لدي شاهد يسمى جحا وهو أهل ثقة وأمانة، قال القاضي: أين جحا فليظهر ويشهد بالحق، قال جحا: نعم يا سيدي القاضي أنا أشهد بأن الرجل أعطى فلان على الدين مئة إردب من الشعير.

قال القاضي: ولكن الرجل يقول مئة إردب من القمح وليس الشعير، قال جحا: ما دامت الشكوى كلها كذب في كذب، فلا بد من أن تكون الشهادة زور في زور، فأمر القاضي بسجن الرجل، وشكر جحا على نزاهته وأمانته في الشهادة.

وهنا نقول بأن جحا رجل واسع الحكمة والمعرفة، فقد شهد شهادة الحق رغم إصرار صديقه على أن يشهد معه جحا، فلا بد للإنسان أن يكون صادق، وأن لا يظلم أحد ولا يدعي عليه بما هو ليس أهل له.


شارك المقالة: