قصة جزيرة الكلاب ISLE OF DOGS

اقرأ في هذا المقال


ظهرت على مرّ العصور العديد من أنواع الفيروسات والإنفلونزا، منها ما يصاب بها بني البشر ومنها ما يصاب بها الحيوانات، وفي هذه القصة تم التطرق إلى الحديث حول أحد أنواع الفيروسات التي أصيبت بها إحدى فصائل الحيوانات وهي فصيلة الكلاب، وفي وقت من الأوقات يتفشى الفيروس إلى أن تم نقلها ونفيها إلى جزيرة منعزلة.

قصة جزيرة الكلاب

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة اليابان، حيث أنه في يوم من الأيام انتشرت أحد أنواع الفيروسات والذي يعرف باسم فيروس الإنفلونزا، وقد كان ذلك الفيروس منتشر بين فصيلة الكلاب على وجه التحديد، ولكنه كان يسبب خطر كبير على البشر، وفي تلك الأثناء قام رئيس بلدية لمدينة ميغازاكي والذي يدعى كبنجي بالتوقيع على واحد من القرارات والذي ينص على القيام بنفي كافة الكلاب الموجودة في المنطقة إلى إحدى الجزر والتي تعرف باسم جزيرة تراش، على الرغم من أنه في ذلك الحين كان أحد العلماء والذي يدعى البروفيسور واتزاناي قد أصر على أنه على وشك التوصل إلى علاج منع انتشار أنفلونزا الكلاب، ولكن رئيس البلدية لم يأبه بذلك وأصر على قراره.

وأول ما تم نفيه من الكلاب هو الكلب الذي يطلق عليه اسم سباك، وهو ما كان يمتلكه شخص يدعى السيد أتاري، وبعد مرور ما يقارب على الستة أشهر على نفي الكلب إلى تلك الجزيرة النائية، قام صاحبه بعملية سرقة لإحدى الطائرات؛ وذلك حتى يتمكن من الطيران بها والوصول إلى تلك الجزيرة بحثًا عن كلبه، وبعد أن تمكن أتاري من الوصول إلى تلك الجزيرة بصعوبة حتى عثر على مجموعة من الكلاب وعلى الفور تمكن من إنقاذهم ولملمتهم حوله، وقد كانت تلك المجموعة يقودها كلب ذو لون أسود وعلى ما يبدو أنه كان زعيمهم، وقد كان الكلب الأسود وهو من الكلاب الضالة، لكنه أصبح زعيمهم بعد نفيهم إلى الجزيرة.

وفي تلك الأثناء قرروا مجموعة الكلاب بمساعدة السيد أتاري من أجل العثور على كلبه، ولكن زعيمهم رفض الانضمام من أجل مساعدته؛ وقد برر ذلك بأنه لا يمتلك القدرة على التآخي مع فئة البشر، وفي تلك الأثناء ادعى رئيس البلدية أن السيد أتاري من المؤكد أنه تم اختطافه من قِبل مجموعة من الكلاب، ولذلك تعهد بقتلهم كعقوبة لهم.

وفي يوم من الأيام أصرت واحدة من أنثى الكلاب والتي تدعى نيمتي على الزعيم أن يقوم بالتعاون مع أتاري، وبالفعل لم تلبث لحظات حتى وافق الزعيم على مرافقة المجموعة في بحثهم عن كلب السيد أتاري، وهنا أول ما انظم الزعيم طلب النصيحة من الكلاب الحكيمة وهم كل من يدعى جوبيتير وآخر يدعى أوراكل، وهنا نصحوهم بأن يأخذوا حذرهم من وجود قبيلة معزولة تتكون من مجموعة من الكلاب، إذ يشاع أنها من أكلة لحوم البشر.

وبعد مرور وقت قصير توصل البروفسور إلى علاج وعلى الفور يقوم بعرض النتائج على رئيس البلدية، والذي بدوره كان يرفض رفضاً قطعياً حول رفع الحظر عن الكلاب، وهنا ما قام به رئيس البلدية هو أنه أوعز بوضع البروفيسور تحت الإقامة الجبرية بسبب انتقاد قدمه حول قرارات رئيس البلدية، ثم بعد ذلك تم قتل الكلب الذي أجريت عليه التجربة وتم علاجه من الأنفلونزا من خلال غرزه بجرعة من أحد أنواع السموم في طعامه، وما حصل بعد تلك الحادثة هو أنه قام اثنان من الطلاب المبعوثين من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التحقيق في الأمر وهما ما يدعيان الأول الطالب تريسي والثاني يدعى الطالب وكر، وقد توصلا إلى وجود مؤامرة.

ثم بعد ذلك يتم الانتقال بالأحداث إلى السيد أتاري ومجموعة الكلاب، وأثناء رحلة البحث انفرد السيد والزعيم عن بقية المجموعة، وحينما كشف أتاري عن جسد الكلب وجده أنه ذو لون أبيض وبه نقاط سوداء خفيفة، وهنا أدرك التشابه الكبير والملحوظ بينه وبين كلبه ذو البقع البيضاء كما أدرك أنه يجب أن يكون من نفس السلالة؛ وذلك لأن تلك السلالة نادرة للغاية، وفي تلك الأثناء ذكر الزعيم للسيد أتاري أنه جزء من مجموعة من الكلاب التي ماتت جميعها باستثناء واحد، وبعد لحظات انظما كلاهما إلى المجموعة.

وبعد لحظات قليلة تعرضوا جميعهم إلى كمين من قِبل رجال رئيس البلدية، وهنا سرعان ما فرت المجموعة وأثناء فرارهم التقى أتاري مع كلبه إذ وجده بين قطيع القبيلة آكلة لحوم البشر، وقد كانت تلك القبيلة يقومون بصد المهاجمين دفعة واحدة، ولكن ما صدم المهاجمين هو أن رئيس البلدية أكد للجميع أن أتاري متوفي، ولكنهم شاهدوه أثناء الهجوم، كما أنه خلال ذلك الهجوم اكتشف أتاري أن الزعيم هو شقيق كلبه، وحينما التقى السيد بكلبه أخبره أنه تم إنقاذه من قبل القبيلة، الذين لم يكونوا في الواقع من أكلي لحوم البشر.

وبعد فترة وجيزة أصبح كلب السيد أتاري زعيم المجموعة وتزاوج مع كلبه أنثى منهم، ثم بعد أن تم زواجه جاءت بومة وأخبرتهم بأن رئيس البلدية أصدر أوامر تشير إلى رجاله وأتباعه بإبادة كافة الكلاب الموجودة في الجزيرة، وأنه يجب أن يتم استبدالها بالكلاب الآلية من الروبوت، على إثر ذلك قام أتاري ومجموعة الكلاب بتوجيه رحلتهم نحو البر الرئيسي، وهناك التقت الطالبة تريسي مع أتاري مما جعلها تتأكد من ادعاءات البروفيسور وشكوكه حول رئيس البلدية، كما أن البروفسور كان في وقت سابق قد أعطاها آخر قنينة متبقية من العلاج.

وحينما تمت مراسم إعادة انتخاب رئيس البلدية كان يستعد من أجل إصدار الأمر بتوليته لمنصبه، ولكن الطالبة تريسي قدمت أدلتها على فساده، ولكنه رفض ذلك الأمر قطعياً وأمر بطردها من اليابان وترحيلها إلى الولايات المتحدة، أما الكلب الزعيم وأتاري وبقية المجموعة سرعان ما يصلون ويؤكدون فعالية العلاج ثم بعد ذلك قدم أتاري الكلبة التي تعرف باسم هاكو التي تم علاجها كهدية لرئيس البلدية.

وفي النهاية ظهر التعاطف من جديد بين الكلاب والبشر، ولكن على يمين رئيس البلدية كان يتواجد من يدعى السيد تومو، وهو ما كان يعمل في مركز الشرطة ويحمل رتبة رائد، والذي بدوره أصر على إبادة الكلاب والقضاء عليهم، ومن هنا بدأ القتال بين رئيس البلدية والرائد من أجل الإسراع في الكبس على زر التنفيذ لإطلاق الغاز السام للكلاب، ولكن على الفور تسللت تريسي وأحدثت خراب في الجهاز، وأخيراً تم إلقاء القبض على رئيس البلدية والرائد ومجموعة من حلفائهم السياسيين بسبب فسادهم، ثم بعد ذلك تقدم أتاري لطلب الزواج من تريسي، وتجتمع الكلاب من حولهم ويعيش الجميع بعد ذلك في سلام وتناغم.

المصدر: كتاب مختارات من الأدب الياباني - مجموعة من الكتاب اليابانيين - 1988


شارك المقالة: