قصة جين هيليارد التي استيقظت من التجمد

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول فتاة تعرضت لحادث تجمّد بسبب الظروف الجوية ، وعلى إثر تلك الحادثة دخلت في غيبوبة وقطع الأطباء الأمل من شفائها، ولكن من المدهش في الأمر أنها حدثت معها شيء ويبدو أنه معجزة إلهية، حيث أنه استعادت الفتاة وعيها وأشارت إلى أنها كانت قد نامت واستيقظت فقط.

الشخصيات

  • الفتاة جين هيليارد
  • الصديق ويل نيلسون
  • الأطباء
  • والد جين

قصة جين هيليارد التي استيقظت من التجمد

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك فتاة تدعى جين، تعرضت تلك الفتاة لحادثة جعلتها كل ما تتذكره هو رؤيتها لسواد قاتم وأن ما حدث معها هو أنها نامت وبعد فترة أفاقت من نومها، ولكن حينما  نقلت إلى أحد المستشفيات الشهيرة في واحدة من الولايات تمت الإشارة إلى أنه ما حدث مع تلك الفتاة أنها معجزة طبية لا محالة بكل المقاييس، إذ أنها تجمدت لمدة تقارب ست ساعات في درجة حرارة متدنية جداً تحت الصفر وحينما خرجت من تلك الحالة الغريبة تعافت على الفور، وحتى بعد مرور عدة قرون على تلك الحالة، إلا أن بقي الحديث عنها كأعجوبة طبية فريدة من نوعها.

وقد بدأت تلك الحادثة مع الفتاة جين حينما كانت تبلغ من العمر التاسعة عشر عامًا، حيث أنها كانت تقيم في إحدى المدن التي تعرف باسم بلدة لينجبي التابعة إلى ولاية ميننسوتا، وهي ابنة لرجل ثري وتعيش حياة مليئة بالرفاهية، وقد كانت تلك الفترة هي بداية الثمانينات من القرن التاسع عشر، وقد كانت تلك البلدة محاطة بالغابات والبحيرات والعديد من الأراضي الزراعية من كل حدب وصوب، وتبدو وكأنها في منتصف لا مكان.

وفي ليلة من الليالي فصل الشتاء قررت جين الخروج مع عدد من أصدقائها من أجل قضاء بعض الوقت مع بعضهم البعض، وعلى الرغم من أن والدها قد طلب منها أن تتراجع عن خروجها بسبب سوء الأحوال الجوية، إلا أنها أصرت أن تخرج وقد بررت ذلك أنها تشعر بالضيق والضجر فهي لم تخرج منذ فترة لا بأس بها، وبالفعل خرجت جين وقضت ليلة جميلة مع أصدقائها، بينما كانت جين عائد إلى منزلها في تلك الليلة التي كان بها الجو في الخارج بارد وقاسي جداً إذ تبلغ درجات الحرارة إلى ما دون 22 تحت الصفر حدث معها أمر غريب ومدهش.

ألا وهو حينما كانت جين تستقل سيارة والدها والتي كانت من نوع الفورد، وقد اختارتها دوناً عن غيرها من السيارات التي يمتلكها والدها بسبب أنها مهيأة على تحمل تلك الطقوس الشديدة البرودة، كان الطريق باتجاه منزلها يتخللها التجمد، وعلى الرغم من أن جين كانت حذره طوال الوقت أثناء قيادتها للسيارة وتسير بسرعة بطيئة جداً، إلا أنه في لحظة من اللحظات انزلقت السيارة في واحدة من الحفر الموجودة على طول الطريق.

وحينها حاولت مراراً وتكراراً أن تخرج السيارة من ذلك المأزق، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، وخوفاً على نفسها قامت بمحاولة النجاة من داخل السيارة؛ وذلك خشية حدوث ما هو أعظم كتزلق السيارة إلى مكان أخطر، وبالفعل تمكنت من الخروج من السيارة، وفي تلك الأثناء بحثت في صندوق السيارة لأي شيء يساعدها على المسير، وقد وجدت حذاء رعاة البقر، فارتدته وقامت بالسير على الطريق في محاولة منها للالتقاء بأي شخص وطلب المساعدة، ولكن من سوء حظها أنها لم تقابل أي أحد يسير في الطريق في ذلك الوقت المتأخر من الليل.

وفي تلك الأثناء أخذت جين تفكر ماذا تفعل، ولم يخطر ببالها سوى منزل أحد أصدقائها المقربين والذي يدعى ويل نيلسون، وقد كان منزل صديقها ذلك يبعد ما مسافة ميلين عن المكان الذي تتواجد به، ولأنها في تلك اللحظات كانت في حالة من التشويش الفكري فقد اعتقدت أنها يجب أن تعبر تلة واحدة فقط ومن ثم تجد المنزل أمامها على الفور، ولكنه في الواقع لم يكن كذلك فقد كانت المسافة أبعد من عبور تلة واحدة، ولكن لم يتبقى أمامها سوى ذلك الحل، وبعد أن سارت مسافة طويلة وبدأت جين تشاهد أضواء منزل صديقها بول، فجأة تحول كل شيء في نظرها إلى الأسود.

وفي الصباح الباكر من أحد الأيام حينما استيقظ ويل من نومه لاحظ أن هناك أمام عتبة منزله قطعة ثلج ضخمه للغاية، وفي الحقيقة أن تلك الكومة من الثلوج المتجمدة ما كانت سوى صديقته جين التي كانت ترتدي معطف وقفازات، وحينما اقترب ويل من كومة الثلج ليكتشف سبب ضخمها بتلك الدرجة المختلفة عن بقية الأكوام وبدأت بالتنقيش بها، وإذ به يكتشف أنها صديقته، ولكنها كانت متجمدة تماماً في مكانها كما كانت عينيها مفتوحتين، وهنا اعتقد ويل أنها صديقته توفيت متجمدة.

ولكنه في لحظة ما لاحظ أن هناك فقاعات تخرج من أنفها، وحينها بدأ يدقق في الوضعية التي عليها فاتضح له أنها سقطت من موضع قريب من منزله ومن ثم زحفت لبضعة أقدام في أكوام الثلوج، وهنا حاول أن يسحبها شيئاً فشيئاً من ياقة معطفها المتجمدة، وقام بوضعها داخل سيارته والتي كانت من أنواع السيارات المخصصة للقيادة في مثل تلك الظروف الجوية السائدة، وقد استغرق حوالي العشر دقائق حتى وصل إلى أقرب مستشفى، وأول ما وصل ويل بجين إلى هناك وتمت رؤية الأطباء لحالتها لم يكونوا متفائلين بحالتها.

وبعد أن تم استدعاء عدد من المستشارين وطاقم طبي والتباحث حول حالتها أصبح لديهم أمل ضئيل فقط؛ وذلك لأنها كانت متجمدة إلى تلك الدرجة التي أوصلت بها إلى أن تكون حتى بشرتها متجمدة لدرجة أن الأطباء لم يتمكنوا من غرز الإبر الطبية بها وكسرت، وكانت درجة حرارة جسمها منخفضة لدرجة لم يستطيع أي ترمومتر في المستشفى قياسها، كما أن جلدها كان ذو لون رمادي ولم تستجيب عينيها لأي تغيرات ضوئية.

وفي لحظة من اللحظات سلموا الأطباء بموتها، إلا أنهم قرروا أن يقوموا بوضعها فوق واحدة من القواعد المخصصة للتدفئة والتسخين في محاولة أخيرة منهم لتدفئة جسدها بشكل تدريجي، وقد أوضح الأطباء أن درجة حرارة جسمها تقل ما يقارب على العشرة درجات عن المعدل الطبيعي لدرجة حرارة جسم الإنسان، وقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى بدأ الأطباء يلاحظون صدور آنين طفيف من جين.

وفي النهاية أوضح الطبيب الذي أشرف على علاجها أنها لم تستجيب للعلاج وتظهر أي ردة فعل، إلا بعد مرور ما يقارب على الساعتين، وفي يوم من الأيام استيقظت جين من غيبوبتها مع بعض التشنجات، ولكنها كانت تتحدث بشكل معقول وطبيعي، وقد أبدت قلقها من رد فعل والدها عندما يعلم أن سيارته قد تحطمت، وفي تلك اللحظات كانت تشعر جين أنها طبيعية، وقد أوضحت أنها قد غفيت لبعض الوقت ثم استيقظت على نفسها في المستشفى، بينما كانت بنظر جميع من حولها معجزة، وحتى اليوم يظل ما حدث لجين أمر محير بالنسبة للأطباء.

العبرة من القصة على مر العصور ظهرت العديد من المعجزات في مختلف المجالات، فالله تعالى إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.

المصدر: كتاب من روائع الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014م


شارك المقالة: