قصة حاسيبو

اقرأ في هذا المقال


قصة حاسيبو أو (The Story of Hassebu) قصة خيالية للأطفال من قصص الأدب الأفريقي، أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنيات البنفسج.

الشخصيات:

  • حاسيبو.
  • الوزير.

  • ملك الأفاعي.

قصة حاسبو:

ذات مرّة عاشت هناك امرأة فقيرة لديها طفل واحد فقط، وكان صبيًا صغيرًا يُدعى حاسيبو، وعندما كبر واعتقدت والدته أنّ الوقت قد حان لتعلمه القراءة، أرسلته إلى المدرسة، وبعد أن انتهى من المدرسة، تم وضعه في متجر لتعلم كيفية صنع الملابس، ولكنه لم يتعلم، وتم تكليفه بعمل عند صائغ الفضة ولم يتعلم، ومهما حاولوا تعلميه لم يتعلم، ولم ترغب والدته قط في أن يفعل أي شيء لا يحبه، فقالت له: حسنًا، ابق في المنزل يا ولدي مرتاحًا.
وذات يوم قال الولد لأمه: ماذا كان عمل والدي؟ أجابت: لقد كان طبيبا مثقفا جدًا، فسأل حاسيبو: أين كتبه إذًا؟ فقالت الأم: لقد مرت أيام عديدة ولم أفكر في أي منها، لكن انظر إلى الداخل وشاهد ما إذا كانوا هناك، فنظر حاسيبو ورأى أنّها قد أكلتها الحشرات، كلها باستثناء كتاب واحد أخذه وقرأه.
كان جالسًا في المنزل ذات صباح يتفحص كتاب الطب، عندما جاء بعض الجيران وقالوا لأمّه: أعطنا هذا الصبي حتى نذهب معًا لقطع الأخشاب، لأن قطع الأخشاب كان تجارتهم، فقالت أمّه حسنًا، غدًا سأشتري له حمارًا، ويمكنكم جميعاً الذهاب معا، فاشترت له الحمار وجاء الجيران وعملوا بجد طوال اليوم، وفي المساء أحضروا الحطب إلى المدينة وباعوه مقابل مبلغ كبير من المال.
وذهبوا لمدّة ستة أيام لقطع الخشب، ولكن في اليوم السابع هطل المطر، وركض قاطعو الخشب واختبؤوا في الصخور، كلهم ما عدا حاسيبو الذي لم يكن يمانع في أن يبتل بالمطر، وبقي حيث كان وبينما كان جالسًا في المكان الذي تركه فيه قاطِعو الأخشاب، رفع حجرًا كان ملقى بالقرب منه وأسقطه على الأرض، فرنَّ بصوت أجوف ونادى أصحابه وقال: تعالوا إلى هنا واستمعوا، تبدو الأرض جوفاء!
ثمّ قال له الحطّابون: اطرق مرة أخرى! ثمّ قال الصبي: دعونا نحفر، وعندما حفروا وجدوا حفرة كبيرة مثل بئر مملوئة بالعسل حتى بابها، فقالوا: هذا أفضل من الحطب، ستجلب لنا المزيد من المال وكما وجدته أنت يا حاسيبو عليك أن تذهب إلى الداخل وتغمس العسل وتعطينا، وسوف نأخذه إلى المدينة ونبيعه، وسوف نقسم المال معك.
في اليوم التالي، أحضر كل رجل وعاء وإناء يمكن أن يجده في المنزل، وملأها حاسيبو جميعًا بالعسل لهم وهذا ما كان يفعله كل يوم لمدّة ثلاثة أشهر، وفي نهاية ذلك الوقت، كان العسل على وشك الانتهاء ولم يكن هناك سوى القليل منه في البئر، تمامًا في الأسفل وكان ذلك عميقًا جدًا لدرجة أنه بدا كما لو أنّه يجب أن يكون في منتصف الأرض.
فلمّا رأى الرجال هذا، قالوا لحاسيبو: نضع حبلاً تحت ذراعيك، وننزلك فتكشط كل العسل المتبقي، وعندما تنتهي نخفض الحبل مرة أخرى، و تحمل الباقي ونجذبك، أجاب الصبي: حسنًا، أنا مستعد لذلك، فنزل وقام بالكشط حتى لم يتبق الكثير من العسل الذي سيغطي طرف الإبرة، فصرخ: الآن أنا جاهز! لكنّهم تشاوروا معًا وقالوا: دعنا نتركه هناك داخل الحفرة، ونأخذ نصيبه من المال، وسنخبر والدته ونقول: لقد اصطاد أسد ابنك ونقله إلى الغابة، وحاولنا اتباعه، ولكنّنا لم نستطع.
ثم عادوا ودخلوا البلدة وأخبروا والدته بما اتفقوا عليه، وبكت كثيرًا وبقيت تبكي لأشهر عديدة، وعندما كان الرجال يقسمون المال، قال أحدهم: دعونا نرسل القليل إلى أم صديقتنا وأرسلوا بعضًا إليها بعضًا من حصته، وفي كل يوم كانوا يرسلون لها أرز وزيت.
لم يمض وقت طويل حتى اكتشف حاسيبو أنّ رفاقه قد تركوه ليموت في الحفرة، ولكن كان لديه قلب شجاع وكان يأمل أن يتمكن من إيجاد مخرج لنفسه، لذلك بدأ على الفور في استكشاف الحفرة ووجد أنّها كانت بعيدةً تحت الأرض، وكان ينام ليلًا ويأخذ نهارًا قليلا من العسل الذي يجمعه ويأكله، ومرّت أيام كثيرة وهو على هذا الحال.
في صباح أحد الأيام، بينما كان جالسًا على صخرة يتناول الإفطار سقط عقرب كبير عند قدميه، وأخذ حجراً وقتله خوفًا من أن يلدغه، ثم فجأة اندفعت الفكرة في رأسه قائلًا: لابد أن هذا العقرب جاء من مكان ما! ربما هناك فجوة. سوف أذهب وأبحث عنها، وشعر بأنّه يدور حول جدران الحفرة حتى وجد حفرة صغيرة جدًا في سقف الحفرة، مع بصيص صغير من الضوء في نهايتها البعيدة.
ثم شعر قلبه بالفرح، وأخرج سكينه وحفر لفترة من الوقت حتى أصبحت الحفرة الصغيرة كبيرة، وكان يمكنه التملص من خلالها، وعندما خرج رأى أمامه مساحة كبيرة مفتوحة وطريقًا يخرج منها، ثمّ سار على طول الطريق ذهابًا وإيابًا، حتى وصل إلى منزل كبير، وباب ذهبي مفتوح حيث كان بالداخل قاعة كبيرة وفي منتصف القاعة عرش مرصّع بالأحجار الكريمة وأريكة منتشرة بأنعم الوسائد، فدخل واستلقى عليها ونام لأنّه تاه بعيدًا.
كان هناك صوت لأشخاص يأتون عبر الفناء، وكان هناك جنود متشردون حيث كان هذا ملك الثعابين قادمًا إلى قصره وقد دخلوا القاعة، لكنّهم توقفوا جميعًا عن الدهشة عند العثور على رجل يرقد على سرير الملك، أراد الجنود قتله في الحال، لكنّ الملك قال: اتركوه وشأنه، وضعوني على كرسي، وركع الجنود الذين كانوا يحملونه على الأرض وانزلق من أكتافهم إلى كرسي.
عندما كان جالسًا بشكل مريح، التفت إلى جنوده وأمرهم بإيقاظ الغريب برفق، فأيقظوه وعندما جلس فرأى ثعابين كثيرة حوله، وواحدة منهم جميلة جدًا مرتدية أردية ملكية، فسأل حاسبو: من أنت؟ كان الرد: أنا ملك الثعابين، وهذا هو قصري، وهل ستخبرني من أنت ومن أين أتيت؟ رد الفتى: اسمي حاسيبو، لكن من أين أتيت لا أعرف ولا أين أذهب.
قال الملك: سوف تبقى معي قليلاً، وأمر جنوده بإحضار الماء من النبع والفواكه من الغابة ووضعها أمام الضيف، ولبضعة أيام، كان حاسيبو يستريح ويتغذى في قصر ملك الأفاعي، ثم بدأ يشتاق لوالدته ووطنه، فقال لملك الثعابين يومًا: أرسلني للمنزل، أنا أرجوك، لكن ملك الثعابين أجاب: عندما تعود إلى المنزل، ستفعل لي الشر! أجاب حاسيبو أعدك أنّني لن أفعل لك شرًا، أرسلني إلى المنزل فقط.
فقال الملك: أنا أعلم، إذا أرسلتك إلى المنزل ستعود وتقتلني، لا أجرؤ على فعل ذلك، لكن حاسيبو بقي يتوسل بشدة حتى قال الملك أخيرًا: أقسم أنّك عندما تصل إلى المنزل لن تذهب وتخبر الناس بمكاني وقصري وعليك أن لا تذهب للاستحمام بالحمامات العامة للمدينة، وأقسم حاسيبوعلى ذلك، ثمّ أمر الملك جنوده أن يفعلوا ذلك ويعيدوا حاسيبو على مرأى من مدينته الأصلية، وبعد رحلة طويلة ذهب مباشرة إلى بيت أمّه التي فرح قلبها بشدة.

في تلك الأثناء كان سلطان المدينة مريضًا جدًا، وقال جميع الحكماء إن الشيء الوحيد الذي يعالجه هو لحم ملك الأفاعي، وأنّ الرجل الوحيد الذي يمكن أن يدلهم على مكانه كان رجلًا بعلامة غريبة على صدره، لذلك كان الوزير قد جعل الناس يراقبون الحمامات العامّة ليروا ما إذا كان مثل هذا الرجل قد جاء إلى هناك.
ولمدّة ثلاثة أيام تذكر حاسيبو وعده لملك الأفاعي ولم يقترب من الحمامات، ثم جاء صباحًا حارًا جدًا لدرجة أنّه لم يستطع التنفس ونسي كل شيء عن وعده، وفي اللحظة التي خلع فيها ردائه، أُخذ أمام الوزير الذي قال له: قم بقيادتنا إلى المكان الذي يعيش فيه ملك الثعابين، وعندما أنكر حاسيبو معرفته بذلك واستمر بالقول: لا أعلم! لكنّ الوزير لم يصدقه، وقيده وضربه حتى تمزق ظهره بالكامل.
وبعد العذاب الطويل الذي تعرض له على يد الوزير، صرخ حاسيبو: أطلقني، حتى آخذك لملك الأفاعي، ثمّ ذهبوا معًا طريقًا طويلًا، حتى وصلوا إلى قصر ملك الأفاعي، فقال حاسبو للملك: ما كنت لأخونك، ولكن انظر إلى ظهري وسترى كيف دفعوني إليك، فسأل ملك الأفاعي: من ضربك هكذا؟ أجاب حاسبو: لقد كان الوزير.
قال الملك بحزن، إذًا أنا ميت بالفعل، لكن يجب أن تحملني هناك بنفسك، فحمله حاسيبو، وفي الطريق قال الملك: عندما أصل إلى هناك سأقتل، ويطبخ جسدي، لكن خذ بعض الماء الذي سيغلون جسدي به أول مرة، وضعه في زجاجة وضعه على جانب واحد، وسيخبرك الوزير أن تشربه، لكن احرص على عدم القيام بذلك.
ثم قال ملك الأفاعي: خذ المزيد من الماء بعد غلي جسدي للمرة الثانية واشربه وستصبح طبيباً عظيماً، وثالث مرة تعبئ بها الماء تعطيه للسلطان، وعندما يأتي إليك الوزير ويسأل: هل شربت ما أعطيتك؟ يجب أن تجيب: أنا فعلت وهذا لك، فيشربه ويموت! وسوف تستريح روحك، وذهبوا إلى المدينة وحدث كل شيء كما قال ملك الأفاعي، وأحب السلطان حاسيبو الذي أصبح طبيباً عظيماً وشفى الكثير من المرضى، لكنّه كان يأسف دائمًا على ملك الثعابين المسكين.


المصدر: The Story of Hassebu https://fairytalez.com/the-story-of-hassebu/The Story of Hassebuhttps://en.wikipedia.org/wiki/Lang%27s_Fairy_BooksThe Story of Hassebu https://www.gutenberg.org/files/641/641-h/641-h.htmThe Story of Hassebu http://freebookapalooza.blogspot.com/2016/06/african-stories-in-andrew-langs-fairy_29.html


شارك المقالة: