قصة حشرة الزيز المهملة

اقرأ في هذا المقال


خلقنا الله في الحياة من أجل العمل، وعلينا أن تعلم بأنّ هنالك وقت للعب ووقت للعمل الجاد، ولا يجوز إضاعة الوقت بالراحة، لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، هذا ما حدث مع حشرة الزيز التي أمضت حياتها باللعب في فصلي الربيع والصيف ولم تعمل أبداً، وعندما حلّ عليها فصل الشتاء ظلّت تشعر بالجوع ولم تجد الطعام الكافي، وعندما طلبت من النملة أن تعطيها البعض من الطعام رفضت؛ وذلك لأنّها كانت تلعب طوال الوقت ولم تعمل أبداً.

قصة حشرة الزيز المهملة

في أحد الأماكن كانت هناك نملة تسكن بجانب حشرة الزيز، وعندما حلّ الصيف بدأت كلّ منهما تفكّر كيف ستقضي أوقاتها في هذا الفصل، قرّرت حشرة الزيز أن تمضي أوقاتها بشيء تحبّه وهو العزف والغناء وقضاء وقت طويل دون عمل أي شيء، بينما النملة كانت تفكّر في أن تعمل وتجتهد في هذا الفصل، حتّى عندما تواجه الأوقات الصعبة تستطيع الراحة.

كان فصل الصيف بالنسبة للحشرة هو عبارة عن أيام عطلة واستمتاع وراحة، بينما كان بالنسبة للنملة هو عمل في كل يوم، ظلّ الأمر كذلك حتّى حلّ فصل الخريف، وعندما أصبح الطقس بارداً وجافّاً، صارت النباتات تختفي شيئاً فشيئاً، صارت حشرة الزيز تشعر بالجوع؛ فهي لم تجد طعاماً يكفيها لكل يوم.

لم يعد الطعام متاحاً كما كان في فصل الصيف والربيع، فكّرت الحشرة كيف ستحصل على طعاماً يكفيها؛ فتذكّرت النملة التي كانت تعمل دائماً، وقالت في نفسها: إن ذهبت للنملة حتماً سأجد لديها الطعام، وعندما ذهبت الحشرة للنملة، شعرت النملة بالغضب وقالت لها: كيف تطلبين منّي الطعام، ألا تعلمين كم استغرق منّي الوقت لجمع هذا الطعام، وكم تعبت في جمعه؟ أمّا أنتِ فقد أمضيتِ طوال الوقت باللعب والضحك.

ظلّت الحشرة تتوسّل للنملة أن تسكنها في منزلها، ولكن النملة كانت ترفض وتقول: أنا لا أستطيع ذلك أيّها الحشرة؛ فمنزلي صغير ولا يتسّع لكِ، شعرت الحشرة بالندم لإضاعتها الوقت باللعب، وعلمت أنّها كانت تجهل أهميّة العمل في فصلي الربيع والصيف، من أجل الطعام في فصلي الخريف والشتاء، ولم يكن أمامها إلّا أن تمضي أوقاتها بالجوع لحين انتهاء فصل الشتاء.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: