قصة سلمى والكذب

اقرأ في هذا المقال


دائماً ما تكون القصص التي تحكى للأطفال هي الفن الأدبي الذي يساعدهم على اكتساب كل ما هو جميل، ومساعدتهم على نبذ الأخلاق الذميمة ومن أكثرها سوءاً هو الكذب، سنحكي في هذه القصة عن فتاة قامت بالكذب على جدّها ولكن قام هو بتلقينها درساً عن آثار الكذب السيئة ووعدته أن لا تعود لفعل ذلك الفعل الذميم مرة أخرى.

سلمى والكذب:

كان هنالك رجل كبير في السن اسمه الجد سالم، كان هذا الجد يقرأ الجريدة في كل يوم، وكان معتاداً على قراءتها ومتابعة الأخبار يوماً بيوم، وفي مرة من المرات جاء لقراءة الجريدة كعادته ولكنّه لم يجد النظارات الطبية التي يلبسها عند القراءة؛ فبدأ يبحث عنها، ولكنّه لم يجدها بأي مكان؛ ولكنه لا يستطيع أن يضيّع يوم بدون قراءة الجريدة؛ لذلك ظل يبحث عنها حتى جاءت طفلة صغيرة وكان اسمها سلمى فسألت الجد وهي تنظر له بمكر: هل تبحث عن شيء يا جدي؟ قال لها: نعم أبحث عن نظاراتي الطبية.

نظرت له سلمى وقالت: أنا أعرف مكانها لقد أخذها أخي مروان وأنا رأيته بعيني وقام بوضعها تحت فراشه، غضب الجد وصرخ على مروان ليحضر وعندما حضر سأله: ألا تعرف أين نظارتي يا مروان؟ فأجابه مروان: كلّا يا جدّي فأنا لم أر نظارتك، نظر له الجد بغضب وقال: أولا تعرف يا مروان ما هو جزاء الكاذبين عند الله؟ فقال له مروان: أنا أقسم لك يا جدّي بأنّني لم أر نظارتك ولا أعرف أين هي.

ذهب وقتها الجد على الفور لغرفة مروان ورفع فراشه ووجد النظارة تحته، تفاجأ الجد بكلام سلمى ومروان فقام بإحضار سلمى وسألها: هل رأيتِ مروان يضع النظارة تحت فراشه حقاً؟ قالت له: نعم يا جدّي لقد رأيته يضع النظارة تحت فراشه وأنا متأكّدة من ذلك، لاحظ الجد أن سلمى تضحك أثناء كلامها فقال لها: اعلمي يا ابنتي إن كان لا أحد يراكِ فإن الله يراكِ.

بعدما قال الجد جملته هذه نظر لسلمى وأعاد السؤال عليها وقال: هل حقّاً رأيتِ مروان يأخذ النظارة ويضعها تحت فراشه، في هذه اللحظة لم تستطيع سلمى أن تتماسك فبدأت بالضحك بصوت عالي وقالت: كلّا يا جدّي أنا لم أر أي أحد بل أنا من فعلت ذلك أنا كنت أعمل هذا كمقلب بك يا جدي لأمازحك فقط، نظر لها الجد وقال: ولكن هذا الذي فعلتيه يسمّى كذب وهو لا يصح يا ابنتي.

نظر الجد لسلمى وأكمل قائلاً: أنتِ اتهمتِ أخاكِ زوراً وقمتي بالكذب وهذا أمر غير صحيح، فأخفضت سلمى رأسها خجلاً وقالت: لكن يا جدّي أنا كنت أمازحك فقط ولم أكن أقصد أي شيء، فنظر لها الجد وقال: أنا أعلم ذلك يا ابنتي ولكن عليكِ أن لا تفعلي ذلك مرة أخرى فأحياناً تتحوّل الكذبة الصغيرة إلى مشكلة كبيرة، شعرت سلمى بالندم لفعلتها واعتذر من جدّها وأخيها مروان ووعدتهما بأن لا تفعل ذلك مجدّداً.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: