قصة سمر والبيض

اقرأ في هذا المقال


تحتوي قصص الأطفال على العبرة والفائدة، ومن أكثر القيم الأخلاقية التي تذكرها قصص الأطفال وتساهم في نشرها بينهم هي الحث على فعل الخير وحب الناس والإحساس بالغير، وسنحكي في هذه القصة عن فتاة اسمها سمر قامت بفعل الخير وكافأتها أمّها لذلك وكانت فخورة بها، العبرة من هذه القصة: إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير ما، لم يكن فيه للناس خير.

سمر والبيض:

كان هنالك فتاة صغيرة ورقيقة وتعشق الحلوى بشدّة واسمها سمر، في يوم من الأيام جاءت سمر إلى أمّها وطلبت منها أن تصنع لها بعض الحلوى، وعندما ذهبت الأم لإعداد الحلوى وجدت أن المنزل لا يوجد به البيض؛ فطلبت من ابنتها أن تذهب للبقّالة لشراء بعض البيض وصنع الحلوى لها، فذهبت سمر لإحضار الحلوى وهي سعيدة جدّاً لأن أمّها وعدتها أن تصنع لها حلوى لذيذة.

في أثناء طريقها قابلت سمر فتاة صغيرة جدّاً في السن وكانت جارتها واسمها عبير، وسألتها إلى أين أنتِ ذاهبة؟ قالت لها: أريد أن أذهب للبقالة لشراء البيض كي تعد لنا أمي الطعام، فضحكت سمر وقالت: ما هذه المصادفة الغريبة وأنا أيضاً ذاهبة للبقالة لشراء البيض ولكن لإعداد الحلوى.

ذهبت عبير وسمر لشراء البيض وعند العودة كانا يسيران في نفس الطريق، ولكن أثناء سيرهما تعثرّت عبير ووقعت على الأرض وانكسر كل البيض الذي كانت تحمله؛ فجاءت سمر وساعدتها على النهوض على الفور حتى استطاعت الوقوف، عندما وقفت عبير واكتشفت أن كل البيض الذي قامت بشرائه قد كسر بدأت بالبكاء الشديد وقالت: ماذا سأفعل الآن لقد كسر كل البيض وأنا لم يعد معي نقود وأمي لم يعد معها نقود أيضاً، ماذا سنأكل الآن أنا وأمي وإخوتي؟

نظرت لها سمر وكانت تشعر بالحزن الشديد لحالها، وكانت سمر تعلم أن أسرة عبير فقيرة الحال؛ فقد كانت أمّها ترسل لهم المساعدات دائماً، فكّرت قليلاً ثم قالت لسمر: لا بأس يا صديقتي عبير سوف أعطيكِ كل البيض الذي قمت بشرائه، فنظرت لها جارتها وقالت: ولكن يا عبير هذا البيض لكِ وأنت لا ذنب لكِ بما حصل كيف سآخذه وماذا ستفعلين الآن؟ فقلت لها سمر: لا بأس يا جارتي العزيزة أنا لم أعد بحاجة هذا البيض فقط خذيه لكِ واذهبي به للبيت، فنظرت عبير لسمر وهي سعيدة وشكرتها واحتضنتها بشدّة.

عندما عادت سمر إلى البيت من دون أن تحمل البيض سألتها أمها: أين البيض يا ابنتي؟ فأخبرتها سمر بما حدث لها مع عبير وأنها قد أعطتها البيض كلّه، فرحت الأم ونظرت لابنتها نظر مليئة بالفخر وقالت: أنا فخورة بكِ يا ابنتي لقد شعرتي بمدى حجم مشكلة عبير وقمتي بمساعدتها، أمّا  الآن فسأعطيكِ النقود مرة أخرى لشراء البيض، وسأقوم بإعداد أطيب وألذ الحلوى من أجلكِ يا ابنتي العزيزة.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: