قصة شكل الماء The shape of water

اقرأ في هذا المقال


ظهرت على مرّ العصور العديد من القصص الخيالية المشوقة، والتي في معظمها كانت تركز على كائن بشري وكائن حي آخر، تماماً كما حدث في قصتنا لهذا اليوم.

قصة شكل الماء

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهي فتاة تدعى إليزا، وقد كانت تلك الفتاة تم العثور عليها على ضفاف أحد الأنهار في يوم من الأيام، وبعد أن تم العثور عليها من قِبل مجموعة من الأشخاص تبين أنها صماء ويتيمة الأبوين، وأول ما عثر على تلك الفتاة كانت مصابه بالعديد من الجروح في منطقة العنق، كما تبين أنها تتواصل مع الآخرين من خلال استخدامها للغة الإشارة.

ومع مرور الأيام أصبحت إليزا فتاة في مقتبل العمر وتقيم بمفردها في منزل يقع فوق إحدى دور السينما، في بداية حياتها كانت تعيش على الصدقة من هنا وهناك، وبعد أن أصبحت لديها المقدرة على العمل قامت بالبحث في كل مكان من أجل الحصول على أي مهنة تقيت بها نفسها، إلى أن جاء ذلك اليوم وأصبحت به تعمل كعاملة تنظيفات في واحد من المختبرات الحكومية، وقد كان ذلك المختبر مقام بشكل سري، إذ أنه ليس هم كثار من يعلمون بمكانه ويقع في واحدة من المدن الأمريكية التي تعرف باسم مدينة بالتيمور.

وفي تلك الفترة كانت إليزا ليس لها أي علاقات صداقة مع أي شخص سوى القليل، وأول من كان منهم هي جارتها التي تدعى جايز، فقد كانت إليزا تتحدث معها في كل أمر من أمور حياتها وتعتبرها صديقة مقربة منها، كانت صديقتها تلك تعمل في مجال الرسم وأكثر ما يتم عرضه عليها هو رسم الإعلانات وهي فتاة مكافحة ونشيطة، كما أنه كان لإليزا زميلة في العمل من أصول إفريقية تدعى زيلا، وهي ما كانت تعمل كمترجمة لها في العمل؛ وذلك لأنها كانت متخصصة في لغة الإشارة.

ويوماً بعد يوم كانت الأحداث تتصاعد في مكان عمل إليزا، وأول ما بدأت تلك الأحداث حينما يتم الإحضار للمختبر أحد المخلوقات الغريبة والغامضة والذي تم التقاطه من واحد من الأنهار التي تقع في أمريكا الجنوبية، وقد تم التقاط ذلك المخلوق من قِبل رجل يدعى الكولونيل ريتشارد، وقد كان الكولونيل هو في الأصل المسؤول عن هذا المشروع؛ والغاية من التقاط ذلك المخلوق هو من أجل إجراء دراسة عليه، وفي تلك الأثناء اكتشفت إليزا أن هذا المخلوق هو عبارة عن كائن برمائي إنساني، ومنذ أن اكتشفت ذلك وقد بدأت في زيارته دون علم أحد على الاطلاق، ويوماً بعد يوم تبدأ بالارتباط معه بعلاقة وثيقة.

وفي يوم من الأيام كان يعمل في ذلك المختبر من يدعى الجنرال فرانك هويت، وقد كان يسعى الجنرال إلى محاولة استغلال هذا المخلوق في عالم الفضاء، وعلى إثر ذلك اقترح على الكولونيل أن يقوم أحد العلماء والذي يدعى روبرت، وهو ما كان في الحقيقة أحد الجواسيس الذي يعمل لصالح الاتحاد السوفيتي ويدعى ديميتري بتشريح ذلك المخلوق؛ وقد برر طلبه ذلك من أجل إجراء مزيد من الدراسات عليه، وفي الوقت ذاته أمره مناصروه من الاتحاد السوفيتي بالسعي من أجل إنقاذ المخلوق من أيدي الأمريكيين.

وفي ذات يوم اكتشفت إليزا تلك الخطط تجاه المخلوق البرمائي، قامت بإقناع صديقتها جايز من أجل مساعدتها في تحريره من بين أيديهم، كما اكتشف أحد العاملين في المختبر والذي يدعى وسنكوف ما تخطط له إليزا وقرر تقديم المساعدة لها على الرغم من تردده في بداية الأمر، وقد انخرطت زميلتها زيلا كذلك في هذا المخطط، وبالفعل ينجحوا في تهريبه من المختبر.

وعلى الفور قامت إليزا بعد تنفيذ مخططتها بالاحتفاظ بذلك المخلوق في حوض الاستحمام في منزلها، وفي كل يوم كانت تضيف الملح إلى الماء من أجل مساعدته على البقاء على قيد الحياة، وفي كل يوم كانت تفكر في أن تقوم بإطلاق ذلك المخلوق في واحدة من القنوات المائية القريبة من منزلها، ولكن في ذلك الوقت بدأ الكولونيل في بذل قصارى جهده من أجل استعادة المخلوق، وعلى إثر ذلك قام باستدعاء كل من زيلا وإليزا واستجوابهم حول الأمر، ولكنهه لم يحصل منهم على أي معلومة حول مكان المخلوق، ولذلك قام بطردهن من العمل في المختبر.

وفي أحد الأيام بعد أن عادت جايز إلى منزلها اكتشفت أن المخلوق قام بالتهام إحدى قططها، وفي تلك اللحظة خرج المخلوق بشكل مفاجئ وقام بخدش ذراع جايز ثم على الفور اندفع إلى خارج الشقة، وقد وصل إلى دار السينما في الطابق السفلي، وقبل أن تعثر عليه إليزا وتعيده إلى منزلها، وحينما ساعدتها جايز في ذلك لمسها المخلوق على رأسها وذراعها الجريح.

وفي صباح اليوم التالي اندهشت جايز من أن شعرها بدأ ينمو بشكل كثيف، وأن تلك الجروح التي على ذراعها قد شُفيت تمامًا، وهنا أدركت أن لذلك المخلوق قدرة عجيبة في الشفاء، إذ كانت تعاني من مرض في شعرها وتسبب في ضعفه إلى درجة بائسة، وشيئاً فشيئاً تتورط إليزا في علاقة عاطفية مع المخلوق.

وبعد مرور أيام قليلة أعطى الجنرال للكولونيل إنذارًا نهائيًا وطلب منه استرداد المخلوق مهلته ستة وثلاثين ساعة، وفي هذه الأثناء اكتشف الكولونيل أن وسنكوف ما هو إلّا جاسوس كذلك للاتحاد السوفييتي، وهذا ما جعله يقبض عليه ويقوم بتعذيبه للحصول على معلومات عن مكان هروب المخلوق.

وهنا اعترف الجاسوس على كل من إليزا وزيلا قبل أن يتوفى متأثرًا بجراحه، وبعد أن علم الكولونيل بذلك أخذ الكولونيل بتهديد زيلا في منزلها مما جعل زوجها والذي أصيب بالذعر وعلى الفور أخبر الكولونيل أن إليزا تحتفظ بالمخلوق في شقتها، وعلى الفور يهم الكولونيل بالبحث عن المخلوق في شقة إليزا وهناك عثر على مذكرة تفصيلية تكشف أنها كانت تخطط لإطلاق سراح المخلوق في القناة المائية.

في النهاية بينما كانت كل من إليزا وجايز تودعان المخلوق قبل إطلاقه سراحه في القناة المائية وصل الكولونيل وهاجمهم جميعًا، فضرب جايز وأطلق النار على المخلوق وإليزا اللذان كان يبدو أنهما سيموتان معًا ولكن يستطيع المخلوق البرمائي أن يداوي نفسه ويخنق الكولونيل مما أسفر عن مقتله.

وحينما وصلت عناصر الشرطة إلى مكان القناة المائية أخذ المخلوق إليزا وقفز بها، وقد غاصا سوياً إلى الأعماق تحت الماء، وأول ما وضع يده على مكان الندوب الموجودة في عنقها، تمت معالجتها واختفت وكأنها لم تكن من الأصل في يوم من الأيام موجودة، كما أنها عادت إليزا لحياتها الحقيقة وأصبحت تنطق كما أنها لم تكن في يوم من الأيام فتاة صماء.

المصدر: كتاب من روائع الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014


شارك المقالة: