قصة قصيدة أبكي أبي عمرا بعين غزيرة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الخنساء:

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، تلقب بالخنساء صحابية، أدركت الجاهلية، وقد كانت معروفة بحرية الرأي، وقوة شخصيتها، فقد تربت في بيت عز وأصل مع والدها عمرو الشريد، وأخويها معاوية وصخر، وقد قالت الخنساء العديد من القصائد التي افتخرت فيها بهما وبأصلهما وكرمهما، وقد رفضت الخنساء أن تتزوج من الدريد بن صمة، وهو أحد أشجع فرسان بني جشم، وفضلت أن تتزوج رجلًا من قومها، وهو رواحة بن عبد العزيز السلمي، ولكنها لم تستمر معه كثيرًا، فقد كان يكثر من القمار والمراهنة، ولكن قبل أن تتطلق منه أنجبت منه غلامًا، ومن ثم تزوجت من رجل يدعى مرداس بن أبي عامر، وهو من أبناء عمومتها، وأنجبت منه أربعة أطفال.

قصة قصيدة أبكي أبي عمرا بعين غزيرة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبكي أبي عمرا بعين غزيرة” فيروى بأنه في معركة بدر قتل كل من عتبة وشيبة، وهما ابنا ربيعة العبشمي القرشي الكناني، وعندما وصل خبر مقتلهما إلى هند بنت عتبة، أخذت ترثيهما، وتقول بأنهما من أفضل العرب، وبأنّها هي صاحبة أكبر مصيبة بين العرب، ولأنّها كانت ترى بأنها من أشرف العرب أمرت الناس بأن يقارنوا مصيبتها بالمصيبة التي حلت بالخنساء، وفي يوم تقابلت هند بنت عتبة بالخنساء في السوق، فسألتها الخنساء: من أنت، ومن أين أتيتي؟، فقالت لها: أنا هند بنت عتبة، وأنا صاحبة أكبر مصيبة في هذه البلاد، وقد وصلني بأنك تقولين بأنك صاحبة أعظم مصيبة، فلم تظنين بأن مصيبتك عظيمة؟، فقالت لها الخنساء: إن مصيبتي عظيمة فقد مات أبي، وصخر ومعاوية أخواني، ولم تقولين بأنّ مصيبتك هي الأعظم؟، فردت عليها هند قائلة: هل هم عندك سواء، ومن ثم أنشدت قائلة:

أبكي عميد الأبطحين كليهما
ومانعها من كل باغ يريدهـا

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي
وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب
وفي العز منها حين ينمي عديدها

فردت عليها الخنساء قائلة:

أبكـي أبي عمـرًا بعيـن غـزيـرة
قليـل إذا نـام الخلــي هجودهـا

وصنوي لا أنسى معاوية الذي
له من سراة الحرتيـن وفـودهـا

وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا
غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي
ونيران حرب حين شب وقـودهـا

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليل


شارك المقالة: