قصة قصيدة أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم

هنالك العديد من القصائد التي أنشدها أصحابها بعد أن توفوا، فكانوا يأتون أقربائهم في منامهم، وينشدونهم هذه القصائد، وبذلك تنسب إليهم، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا أبو دلف العجلي.

أما عن مناسبة قصيدة “أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم” فيروى بأنه عندما توفي أبو دلف العجلي، وبعد ذلك بعدة أيام رآه ابنه في المنام، وفي ذلك المنام رأى بأن رجلًا أتاه، وقال له: إن الأمير يطلبك، فأجبه، فقام مع الرجل، وسارا حتى دخلا إلى بيت موحش، حيطانه لونها أسود، سقوفها وأبوابها وشبابيكها مغلقة، وصعد الرجل في درج موجود فيها، فلحق به ابن أبي دلف، ودخل الاثنان إلى غرفة.

وعندما دخل إلى تلك الغرفة رأى على حيطانها أثر نيران، وعلى الأرض أثر رماد، فنظر إلى إحدى زوايا هذه الغرفة فرأى والده وهو عريان، وواضع رأسه بين ركبتيه، وعندها رفع والده رأسه وقال له: اقترب مني يا بني، وعندما اقترب منه، وجلس بين يديه، أخذ أبو دلف ينشد قائلًا:

أبلغنْ أهلنا ولا تخف عنهم
ما لقينا في البرزخ الخناق

يطلب الشاعر من ابنه في هذا البيت أن يخبر أهله بما آل إليه حاله بعد أن مات، ولا يخفي عنهم شيئًا.

قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا
فارحموا وحشتي وما قد ألاقي

ومن ثم قال له: هل فهمت يا بني؟، فقال له ابنه: نعم يا أبي لقد فهمت، فأخذ أبو دلف ينشد قائلًا:

فلو أنا إذا متنا تركنا
لكان الموت راحة كل حي

ولكنا إذا متنا بعثنا
ونسأل بعده عن كل شيء

ومن ثم قال أبو دلف: هل فهمت يا بني؟، فقال له ابنه: نعم يا أبي لقد فهمت، ومن ثم استيقظ من النوم وهو فزع.

نبذة عن أبي دلف العجلي

أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن سيار بن شيخ بن سيار بن عبد العزى بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو قائد عباسي في زمن الخليفة المأمون والمعتصم وهو شاعر وأديب، وهو واحد من الأمراء الأجواد الشجعان الشعراء.

الخلاصة من قصة القصيدة: رأى ابن أبي دلف أباه يومًا في المنام، وكان ذلك بعد أن توفي، ورأى حاله، وأنشده والده أبياتًا من الشعر.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: