قصة قصيدة أرقت ودمع العين في العين غائر

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم قصة اختلاف قريش في الحجر الأسود، ومن سيضعه في موضعه منهم، وكيف حكم الرسول صل الله عليه وسلم بينهم.

من هو أبو طالب؟

هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، وهو عم الرسول صل الله عليه وسلم.

قصة قصيدة أرقت ودمع العين في العين غائر

أما عن مناسبة قصيدة “أرقت ودمع العين في العين غائر” فيروى بأنه عندما وصل الحجر الأسود إلى مكة، اختلفت القبائل، وكانت كل قبيلة تريد أن ترفعه، ولم يتنازل أي منهم، وتجهزوا للقتال، فأتاهم رجب يقال له أبو أمية بن المغيرة، وقال لهم: يا معشر قريش، عليكم أن تحكموا أمركم إلى أول رجل يدخل من هذا الباب، فيكون هو من يقضي بينكم، وكان هذا الباب يقال له باب بني عبد شمس، والذي يقال له الآن باب السلام، فكان أول من دخل من ذلك الباب الرسول صل الله عليه وسلم.

وعندما رأى القوم الرسول صل الله عليه وسلم مقبلًا قالوا: هذا الأمين هذا محمد، وقد رضينا بحكمه، فقد كانوا يتحاكمون إليه في العصر الجاهلي، فقد كان لا يماري ولا يداري، وعندما وصل الرسول إليهم، أخبروه بخبرهم، وسبب اختلافهم، فطلب منهم أن يحضروا له ثوبًا، فأحضروا له واحدًا، ويروى بأنه قد وضع إزاره على الأرض، ومن ثم أخذ الحجر الأسود، ووضعه في ذلك الرداء، ومن ثم طلب من كل قبيلة أن تمسك بزاوية من زوايا الثوب، ويقوموا برفعه سوية، ففعلوا ذلك.

وعندما مات أبو أمية بن المغيرة رثاه أبو طالب بقصيدة قال فيها:

أَرِقتُ وَدَمعُ العَينِ في العَينِ غائرُ
وَجادَت بِما فيها الشُؤونُ الأَعاوِرُ

يرثى أبو طالب في هذا البيت أبو أمية ويقول بأن دموع عينيه انهارت عندما علم بموته.

كَأَنَّ فِراشي فَوقَهُ نارُ مَوقِدٍ
مِنَ اللَيلِ أَو فَوقَ الفِراشِ السَواجِرُ

عَلى خَيرِ حافٍ مِن قُرَيش وَناعِلٍ
إِذا الخَيرُ يُرجى أَو إِذا الشَرُّ حاضِرُ

أَلا إِنَّ زادَ الرَكبِ غَير مُدافَعٍ
بِسروِ سُحَيمٍ غَيَّبَتهُ المَقابِرُ

بِسروِ سُحَيمٍ عارِفٌ وَمُناكِرٌ
وَفارِسُ غاراتٍ خَطيبٌ وَياسِرُ

تَنادوا بِأَن لا سيِّدَ الحَيِّ فيهِم
وَقَد فُجِعَ الحَيّانِ كَعبٌ وَعامِرُ

وَكانَ إِذا يَأتي مِنَ الشامِ قافِلاً
تَقَدَّمهُ تَسعى إِلَينا البَشائِرُ

فَيُصبِحُ أَهلُ اللَهِ بيضاً كَأَنَّما
كَسَتهُم حَبيراً ريدَةٌ وَمَعافِرُ

تَرى دارَةً لا يبرحُ الدَهر عِندَها
مُجَعجِعَةً كومٌ سِمانٌ وَباقِرُ

إِذا أَكَلَت يَوماً أَتى الغَدَ مِثلها
زَواهِقُ زُهمٌ أَو مَخاضٌ بَهازِرُ

ورثاه أبو جحيفة قائلًا:

ألا هلك الماجد الرافد
وكل قريش له حامد

الخلاصة من قصة القصيدة: حصل خلاف بين قبائل قريش فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه، وكادوا أن يتقاتلوا لولا أن حذيفة بن المغيرة أشار عليهم أن يحتكموا لأول رجل يدخل من باب بني شمس، ودخل الرسول من ذلك الباب، وقضى بينهم أن يرفعوا الحجر سوية.


شارك المقالة: