قصة قصيدة أسعدة هل إليك لنا سبيل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أسعدة هل إليك لنا سبيل

أمّا عن مناسبة قصيدة “أسعدة هل إليك لنا سبيل” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بتطليق زوجته سعدى، وبعد أن طلقها تزوجت، وعندما وصله خبر ذلك ضاق صدره، وندم أشد الندم على ما فعل، وفي يوم دخل عليه رجل يقال له أشعب، فقال له الخليفة: لك مني عشرة آلاف درهم إن أوصلت رسالة مني إلى سعدى، فقال له أشعب: أعطني إياها، فأمر الخليفة له بها، وعندما أخذ أشعب ماله، قال للخليفة: أعطني الرسالة، فأنشده قائلًا:

أَسَعدَةُ هَل إِلَيكِ لَنا سَبيلٌ
وَهَل حَتّى القِيامَةِ مِن تَلاقي

بَلى وَلَعَلَّ دَهراً أَنٌ يُؤاتي
بِمَوتٍ مِن حَليلِكِ أَو طَلاقِ

فَأُصبِحَ شامِتاً وَتَقَرَّ عَيني
وَيُجمَعُ شَملُنا بَعدَ اِفتِراقِ

فَطَلَّقها فَلَستَ لَها بِكُفءٍ
وَلَو أَعطَيتَ هِنداً في الصَداقِ

فتوجه أشعب إلى بيت سلمى، واستأذن للدخول إلى مجلسها، فأذنت له، فدخل، فقالت له: ما الذي أتى بك إلينا؟، فقال لها: رسالة من الخليفة، فقالت له: هاتها، فأنشدها شعر الخليفة، فقالت سلمى لجواريها: عليكن به، فقال لها: يا سيدتي لقد أعطاني الخليفة عشرة آلاف درهم لقاء تسليمك الرسالة، فهي لك إن أعتقتني لوجه الله تعالى، فقالت له: لا والله، لن أعتقك إلا إذا قمت بتسليم الخليفة رسالة مني، فقال لها: وإن فعلت ماذا لي؟، فقالت له: البساط الذي تحتي، فقال لها: قومي عنه، فقامت وأعطته إياه، فقال لها: أعطني الرسالة، فأنشدته قائلة:

أتبكي على سعدى وأنت تركتها
فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع

وعندما عاد الأشعب إلى الخليفة وأنشده شعرها ضاقت به الدنيا، وقال لأشعب: اختر واحدة من ثلاثة، فإما أن أقوم بقتلك، وإما أن أطردك من هذا القصر، وإما أن أرميك إلى هذه الأسود فتأكلك، فاحتار أشعب، وفكر مليًا، ومن ثم قال للخليفة: والله إنك لن تعذب عينًا نظرت إلى سعدى، فابتسم الخليفة وعفا عنه.

نبذة عن الوليد بن يزيد

هو أبو العباس الوليد الثاني بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، وهو الخليفة الأموي الحادي عشر، استلم الخلافة بعد هشام بن عبد الملك.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: