قصة قصيدة أعيذها نظرات منك صادقة

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من خبر أمير أعطى أديبًا جملًا هزيلًا.

قصة قصيدة ما إن درى ذاك الذميم وقد شكى

أما عن مناسبة قصيدة “ما إن درى ذاك الذميم وقد شكى” فيروى بأن أديبًا طلب في يوم من الأيام جملًا من أمير، فقام الأمير بإرسال جمل هزيل ضعيف إليه، وعندما وصل الجمل إلى الأديب ورآه، بعث له بكتاب كتب له فيه: يا مولاي لقد وصلني الجمل، فرأيته متقادم الميلاد، كأنه جمل من جمال قوم عاد، فأبقته الدهور حتى زماننا، وتعاقبت عليه العصور، فظننت بأنه أحد الزوجين اللذين كانا مع نوح في سفينته، فحفظ من خلاله جنس الجمال، وهو ناحل ضئيل، وبالٍ هزيل، فيجعل العاقل يتعجب من من طول حياته، لأنه عظم على جلد، وصوف مبلد، لو ألقي إلى أسد لرفضه.

وأكل قائلًا: وقد فقدته المراعي، وطال عهده بعيدًا عنها، فلم يعد يرى العلف إلا وهو نائم، ولا يرى الشعير إلا في حلمه، وقد خيرتني يا مولاي بين أن احتفظ به، أو أن أقوم بذبحه، وأردت أن أبقيه عندي، كوني أحب التوفير، ولكني لم أجد سببًا لبقائه، فهو ليس بأنثى فيحمل، وليس صغيرًا فينسل، لا صحيحًا فيرعى، ولا سليمًا فيبقى، ولذلك فقد ملت إلى الخيار الثاني، وقلت في نفسي أذبحه.

وعندما أوقدت النار، قال لي: فما ستستفيد من ذبحي، ولم يبق لي في حياتي شيئًا، فليس عندي لحم تأكله، ولا عندي جلد للدباغ، فالأيام مزقت أدمي، فوجدته صادقًا في مقالته، ولم أعرف من أي شيء أتعجب، من مماطلته للبقاء، أو من صبره على البلاء، أم من قدرتك عليه مع إعوازه، أم تأهلك الصديق به مع خساسة قدره، وكتب في آخر كتابه بيتين من الشعر متمثلًا بشعر ابن خفاجه قائلًا:

ما إن درى ذاك الذميم وقد شكى
من نيل ممتدح ورمح جواد

يقول الشاعر في هذا البيت بأن ذلك الذميم اشتكى من التقرب من ممتدح ومن رمح جواد.

هل يشتكي وجعاً به في سرة
بالسين أم في صرة بالصاد

المصدر: كتاب "نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد" تأليف محمد بن عبد القادر الجزائريكتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: