قصة قصيدة ألا يا عبيد الله مالك مهرب

اقرأ في هذا المقال


يعد عمر بن الخطاب واحدًا من أكثر الصحابة تبجيلًا عند المسلمين، فقد كان من أكثر الصحابة ورعًا واقوى، وكان من أشد الصحابة حبًا للإسلام، ودفاعًا عنه وعن المسلمين، ولم يكن مقتله بالشيء الهين، ومن الذين تأثروا بمقتله ابنه عبيد الله الذي قتل ابنة قاتله ورجلين ساعدوه على ذلك.

من هو زياد بن لبيد؟

هو زياد بن لبيد الأنصاري الخزرجي البياضي، صحابي من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم، ومن أهل المدينة المنورة.

قصة قصيدة ألا يا عبيد الله مالك مهرب

أما عن مناسبة قصيدة “ألا يا عبيد الله مالك مهرب ” فيروى بأن أول قضية حكم فيها الخليفة عثمان بن عفان هي قضية عبيد الله بن عمر بن الخطاب، حيث قام عبيد الله بالخروج إلى بيت أبي لؤلؤة المجوسي قاتل أبيه، وقام بقتل ابنته، وقام أيضًا بضرب رجل نصراني يقال له جفينة بسيفه وقتله، وقام بقتل الهرمزان، ويقال بأنهما ساعدا أبا لؤلؤة على قتل أبيه عمر،

وقبل أن يموت عمر بن الخطاب وضع ابنه في السجن لكي يحكم في أمره الخليفة الذي يأتي من بعده، وعندما بويع عثمان للخلافة وجلس للناس، كان أول ما عرض عليه أمر عبيد الله بن عمر، فقال له علي بن أبي طالب: ليس من العدل أن نتركه، فأمر الخليفة عثمان بقتله، فقال بعض الحاضرين في ذلك المجلس: هل يقتل أباه البارحة، ويقتل هو اليوم؟، ومن ثم قال عمرو بن العاص للخليفة: يا أمير المؤمنين، لقد أعفاك الله تعالى من ذلك، فإنه قد قام بقتلهم في أيام لم تكن فيها الخليفة، فدفع عثمان فديتهم من ماله الخاص، وأمر به إلى بيت المال، حيث لم يكن للمقتولين وريث، وأطلق سراح عبيد الله بن عمر.

فكان زياد بن لبيد البياضي إذا رأى ابن عمر يقول:

ألا يا عبيد الله مالك مهرب
ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر

أصبت دما والله في غير حله
حراما وقتل الهرمزان له خطر

على غير شيء غير أن قال قائل
أتتهمون الهرمزان على عمر

فقال سفيه والحوادث جمة
نعم اتهمه قد أشار وقد أمر

وكان سلاح العبد في جوف بيته
يقلبها والأمر بالأمر يعتبر

يلوم الشاعر عبيد الله بن عمر على ما فعله من قتل الهرمزان، ويقول له بأنه ليس له مفر من الذي فعله، فإنه قد قتل هرمزان بغير حق، وفي فعله لذلك فإنه في خطر.

فاشتكى عبيد الله زياد إلى الخليفة، فقام الخليفة باستدعائه، وأخبره بشكوى عبيد الله، فأخذ زياد ينشد قائلًا:

أبا عمرو عبيد الله رهن
فلا تشكك بقتل الهرمزان

أتعفوا إذ عفوت بغير حق
فمالك بالذي يخلى يدان

ونهاه الخليفة عن أن يعود إلى ذلك، فلم يعد زياد إلى ذلك من بعدها أبدًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: قام عبيد الله بن عمر بقتل ابن أبو لؤلؤة المجوسي، كما قتل رجلًا يقال له الهرمزان، ورجلًا يقال له جفينة، وسجن، حتى بويع عثمان للخلافة، وقام الخليفة بإطلاق سراحه، بعد أن دفع فدية المقتولين من ماله.

المصدر: كتاب" الصناعتين" تأليف أبو هلال العسكريكتاب "معجم الأدباء" تأليف لياقوت الحمويكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: