قصة قصيدة ألا يا نهم إني قد بدا لي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا يا نهم إني قد بدا لي

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا يا نهم إني قد بدا لي” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحك يقول لأبي ذر الغفاري: يا أبا ذر، حدثني ببدء إسلامك، فيقول له أبو ذر الغفاري: يا رسول الله، لقد كان عندي صنم، وكان اسم هذا الصنم نهم، وفي يوم من الأيام دخلت إلى الغرفة التي هو بها، وصببت له اللبن، ووضعته أمامه، ومن ثم خرجت من الغرفة، ومن ثم غادرت المنزل، وعندما عدت إلى البيت، ودخلت إلى الغرفة التي بها ذلك الصنم، رأيت كلبًا يشرب اللبن الذي وضعته للصنم لنهم، وعندما انتهى الكلب من شرب اللبن، رفع رجله، ومن ثم بدأ يبول على ذلك الصنم، وعندما رأيته على هذه الحال، أخذت أنشد قائلًا:

أَلَا يَا نُهْمُ إِنِّي قَدْ بَدَا لِي
مَدَى شَرَفٍ يَبْعُد مِنْكَ قُرْبَا

رَأَيْتُ الكَلْبَ سَامَكَ خَطّ خَسْفٍ
فَلَمْ يَمْنَعْ قَفَاكَ اليَوْمَ كَلْب

فسمعتني زوجتي أم ذر، فأنشدت قائلة:

لَقَدْ أَتَيْتَ جُرْمًا وَأَصَبْتَ
عُظْمَا حِينَ هَجَوْتَ نُهْما

فقمت إليها، وأخبرتها بخبر ما رأيت، فأخذت تنشد قائلة:

أَلَا فَابْقنَا رَبًّا كَرِيمًا جَوَادًا
في الفَضَائِلِ يَا ابْنَ وَهْبِ

فَمَا مَنْ سَامَهُ كَلْبٌ حَقِيرٌ فَلَمْ
تَمْنَعْ يَداهُ لَنَا بِرَبِّ

فَمَا عَبْدُ الحِجَارَةِ غَيْرُ غَاوٍ رَكِيكُ
العَقْلِ لَيْسَ بِذِيِّ لُبِّ

فقال رسول الله صل الله عليه وسلم لأبي ذر: صدقت أم ذر، فما عبد الحجارة غير غاو.

نبذة عن أبي ذر الغفاري

هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.

وهو صحابي من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم، وهو من الذين سبقوا إلى الإسلام، فقد قيل بأنه رابع أو خامس من دخل إلى دين الإسلام، وهو من الذين جهروا بالإسلام في مكة المكرمة، قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: