قصة قصيدة ألم تر دوسرا منعت أخاها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألم تر دوسرا منعت أخاها

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألم تر دوسرا منعت أخاها” فيروى بأن يزيد بن عبد الملك بن مروان أمر العباس بن الوليد بأن يجهز أربعة آلاف مقاتل، ويخرج على رأسهم نحو الحيرة، وبها يزيد بن المهلب، ومن بعد ذلك أقبل مسلمة بن عبد الملك ومعه جنود من أهل الشام، واستولى على الجزيرة، وعلى شاطئ الفرات، فقام أهل البصرة بإعطاء يزيد بن المهلب الوعد بأنهم معه، فقام يزيد بن المهلب ببعث عماله إلى كل من الأهواز وفارس وكرمان.

ومن بعد ذلك توجه مدرك بن المهلب إلى رأس المفازة، ولكن قبل أن يصل إليها قام عبد الرحمن بن نعيم بإيصال الخبر إلى بني تميم بأن مدرك بن المهلب قد أتاهم لكي يلقي بينهم الحرب، ويخرب ما هم فيه من عافية وأمن، فخرجوا إليه في الليل لكي يستقبلوه، وبلغ خبر ذلك إلى قبيلة الأزد فأخرجوا ما يقرب من الألفي مقاتل ولحقوا بمدرك قبل أن يصل إلى رأس المفازة، وعندما أدركوهم، قالوا لهم: ما الذي أتى بكم؟، وما الذي أخرجكم إلى هذا المكان؟، فتعذروا لهم بأعذار، ولم يخبروهم بأنهم قد خرجوا لكي يلحقوا بمدرك بن المهلب، وأكملوا مسيرهم حتى لحقوا له، وأتوه، وقالوا له: إنك من أحب الناس إلينا، ومن أعزهم علينا، وقد خرج أخوك ومعه من كان يكرهه، فإن شاء الله على أن يظهره فهو لنا، وإن كانت الأخرى فوالله ليصيبنا ما يعيرنا من البلاء راحة، فقرر الرجوع عن مسيره، فأنشد في خبر ذلك أعشى همدان، قائلًا:

أَلَم تَرَ دوسَراً مَنَعَت أَخاها
وَقَد حُشِدَت لِتَقتُلَهُ تَميمُ

رَأَوا مِن دونِهِ زُرقَ العَوالي
وَحَيّاً ما يُباحُ لَهُم حَريمُ

وَكانَ المُرهِبِيُّ وَفِيَّ حَربٍ
يَريشُ لَها إِذا نَكَصَ اللَئيمُ

نبذة عن أعشى همدان

هو أبو المصبح عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن جشم الهمداني الكوفي، من قبيلة حاشد القحطانية، شاعر من شعراء العصر الأموي، كان واحدًا من أشد المناصرين لثورة ابن الأشعث، وبعد فشلها أمر الحجاج بن يوسف الثقفي بضرب عنقه في عام ثلاثة وثمانون للهجرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: