قصة قصيدة أنعت كلبا ليس بالمسبوق

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أنعت كلبا ليس بالمسبوق

اشتهر العديد من الشعراء في شعر الطرديات، وهو الشعر الذي قيل في الصيد، وهذا النوع من الشعر بدأ في العصر الجاهلي، ونضج في العصر العباسي، ومن أشهر الشعراء الذين كتبوا في هذا النوع من الشعر شاعرنا أبي نواس.

أما عن مناسبة قصيدة “أنعت كلبا ليس بالمسبوق” فيروى بأن أبا نواس يعد واحدًا من أكبر الشعراء الذين كتبوا شعر الطرديات، وكان من أبلغهم تمثيلًا لهذا النوع من الشعر، وكان سبب ذلك بلوغ هواية الصيد في عصره مبلغًا عاليًا من الرقي والتحضر، فكان أكثر من يمارسها الخلفاء والأمراء والوزراء، وأكثر القصائد التي أنشدها في هذا النوع كانت تدور حول كلاب الصيد، وتصور قصائده الكلب تصويرًا قويًا، وأعطته أجمل الصفات من الشجاعة والخفة والبراعة في القفز على الفريسة، والإمساك بها، حتى أن قدميه لا تمسان الأرض، ومن هذه القصائد قوله:

أَنعَتُ كَلباً لَيسَ بِالمَسبوقِ
مُطَهَّماً يَجري عَلى العُروقِ

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه يصف كلبًا سريعًا لا يستطيع أن يسبقه أي حيوان آخر، بالغ الحسن يركض على أطراف أقدامه.

جاءَت بِهِ الأَملاكُ مِن سَلوقٍ
كَأَنَّهُ في المِقوَدِ المَمشوقِ

إِذا عَدا عَدوَةً لا مَعوقٍ
يَلعَبُ بَينَ السَهلِ وَالخُروقِ

يَشفي مِنَ الطَردِ جَوى المَشوقِ
فَالوَحشُ لَو مَرَّت عَلى العَيّوقِ

أَنزَلَها دامِيَةَ الحُلوقِ
ذاكَ عَلَيهِ أَوجَبُ الحُقوقِ

كما قام أبو نواس العديد من الحيوانات الأخرى، والتي اشتهرت بقدرتها على الصيد، ومنها الفهد والبازي والصقر والأسد، كما وصف ديك الهند، بقوله:

أنْعَت ديكاً من ديوك الهِنْد
أحْسنُ من طاووس قصر المَهدى

أشجع من عارى عرين الأسد
ترى الدّجاجَ حوله كالجُنْدِ

يُقَعين منه خِيفَةً للسَّفْد
له سقاعٌ كَدوىِّ الرَّعْدِ

مِنْقارُهُ كالمِعْوَل المُمَدِّ
يقهر ما ناقرهِ بالنَّقدِ

الخلاصة: اعتاد الشاعر أبو نواس على وصف الطرديات، ومن الحيوانات التي اعتاد أن يصفها وهي تصيد الكلب، فوصفه في العديد من قصائده.

نبذة عن أبي نواس

هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، شاعر من شعراء العصر العباسي، أبوه من دمشق، وأمه من الأهواز، اتصل بالعديد من الخلفاء العباسيين مثل الخليفة الأمين.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: