قصة قصيدة إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا

اعتاد الشعراء في العصور السابقة أن يسافروا إلى الخلفاء والأمراء والشرفاء والكرماء، ويمدحونهم بقائد لعلهم بذلك ينولون شيئًا من المال لقاء شعرهم، فكانوا يقتاتون من شعرهم، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا المجهول الذي سافر إلى خالد بن عبد الله ومدحه بقصيدة فنال لقائها مالًا وفيرًا.

أما عن مناسبة قصيدة “إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان خالد بن عبد الله بن يزيد ابن أسد بن كرز القشيري وهو من رجال العصر الأموي في مجلسه، وبينما هو في المجلس استأذن أعرابي للدخول إلى المجلس، فأذن له، وعندما دخل ووقف بين يديه، در عليه السلام، فرد عليه خالد سلامه، فقال له الأعرابي: أيها الأمير، عندي أبيات من الشعر، أريدك أن تسمعها، فقال له خالد: هات أسمعني ما عندك، فأخذ الأعرابي ينشد قائلًا:

إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا
لتجبر مني ما وها وتبدَّدا

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه أتى إلى خالد بن عبد الله لعله يجبر منه ما ضعف وذهب.

إلى الماجد البهلول ذي الحلم والندى
وأكرم خلق الله فرعا ومحتدا

إذا ما أناس قصروا بفعالهم
نهضت فلم تلقى هنالك مفقدا

فيالك بحرا يغمر الناس موجه
إذا يسأل المعروف جاش وأزبدا

بلوت ابن عبد الله في كل موطن
فألفيت خير الناس نفسا وأمجدا

فلو كان في الدنيا من الناس خالد
لجود بمعروف لكنت مخلدا

فلا تحرمني منك ما قد رجوته
فيصبح وجهي كالح اللون أربدا

وعندما سمع خالد تلك القصيدة من الأعرابي حفظها، ولكن الأعرابي لم يكن يعرف ذلك، وبعد ذلك بقليل اجتمع الناس في مجلس خالد، فقام الأعرابي لكي ينشد القصيدة التي مدحه بها أمامهم، ولكن خالد سبقه إليها، وأنشدها قبله، وبعد أن انتهى، قال للأعرابي: أيها الأعرابي، إن هذا شعر قد سبقتك إليه، فقام الأعرابي وخرج من المجلس، فبعث خالد ورائه رجل يسمع ما يقول، فلحق به الرجل، وسمعه ينشد قائلًا:

ألا في سبيل الله ما كنت أرتجي
لديه وما لاقيت من نكد الجهد

دخلت على بحر يجود بماله
ويعطي كثير المال في طلب الحمد

فخالفني الجد المشوم لشقوتي
وقاربني نحسي وفارقني سعدي

فلو كان لي رزق لديه لنلته
ولكن أمر من الواحد الفرد

فعاد الرجل إلى خالد، وأخبره بخبر ما سمع من الأعرابي، فأمره خالد أن يخرج في أثره، ويعيده إلى مجلسه، فخرج الرجل ولحق بالأعرابي حتى أدركه، وأعاده إلى المجلس، فأعلمه خالد بما سمع الرجل منه، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الفخر بكرم خالد بن عبد الله القشيري، والرجاء بأنه سوف يعطيه المال لقاء شعره.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل أعرابي إلى مجلس خالد بن عبد الله القشيري ومدحه بأبيات من الشعر، وعاد يريد أن يلقي القصيدة أمام الناس، فسبقه خالد إليها، فغضب الشاعر، وخرج عائدًا إلى قومه، ولكن خالد أتبعه رجلًا وأعاده، فأكرمه وأعطاه مالًا وفيرًا.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: