قصة قصيدة إن لي عند كل نفحة بستان

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر لقاء دار بين عمر بن أبي ربيعة وبين مالك بن أسماء الفزاري.

من هو مالك بن أسماء؟

هو أبو الحسن مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري، شاعر من شعراء العصر الأموي، من أهل الكوفة في العراق.

قصة قصيدة إن لي عند كل نفحة بستان

أما عن مناسبة قصيدة “إن لي عند كل نفحة بستان” فيروى بأن عمرة بن أبي ربيعة خرج في يوم من الأيام وتوجه إلى الحرم المكي، وأخذ يطوف حول الكعبة المشرفة، وبينما هو يطوف رأى رجلًا يطوف، وكان يبدو على هذا الرجل بأنه صاحب أدب، فسأل عمر بن أبي ربيعة عنه، فأخبروه بأنه مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري، وكان مالك بن أسماء شاب تام الخلق، حسن الحديث، محبًا، ويهوى المغامرات، فقرر عمر بن أبي ربيعة أن يذهب إليه، ويتحدث إليه.

وبالفعل توجه عمر بن أبي ربيعة إلى عند مالك بن أسماء، ورد عليه السلام، ووقف معه، وأخذ الاثنان يتحدثان، فقال له عمر بن أبي ربيعة: والله إني ما زلت مشتاقًا لمقابلتك منذ سمعت شعرك الذي قلت فيه:

إن لي عند كل نفحة بستان
من الجل أو من الياسمينا

نظرة والتفاتة أترجى
أن تكوني حللت فيما يلينا

ومن ثم قال له عمر بن أبي ربيعة: ولكن أسماء المدن التي تذكرها في شعرك ليست جميلة، فقال له مالك بن أسماء: مثل ماذا؟، فقال له عمر بن أبي ربيعة: مثل قولك:

إنّ في الرفقة التي شَيّعتنا
نحو بَربِيسَمَا لزَينَ الرفاقِ

قال: ومثل قولك:

أَشَهِدتِنَا أم كنتِ غائبةً
عن ليلتي بحديثةِ القَسب

ومثل قولك:

حبَّذا ليلتي بتَلِّ بَوَنَّا
إذ نُسَقَّى شَرابَنَا ونُغَنَّى

من شرابٍ كأنه دَمُ جَوفٍ
يَترُكُ الشَّيخَ والفتى مُرجَحِنَّا

حيث دارت بنا الزجاجةُ دُرنَا
يحسب الجاهلون أنَّا جُنِنّا

ومرزنا بنسوةٍ عَطِراتٍ
وسماعٍ وقرقف فَنَزَلنَا

ما لهم لا يبارك اللَه فيهم
حِين يَسأَلنَ وَيحَنَا ما فعلنا

أمُغَطَّى منِّي على بصري بال
حُبِّ أم أنتِ أكملُ الناسِ حُسنَا

وحديثٍ ألذُّه هو ممّا
يشتهي الناعتُون يوزَنُ وَزنَا

منطق صائبٌ وتلحن أحياناً
وخير الحديث ما كان لحنا

الخلاصة من قصة القصيدة: لقي عمر بن أبي ربيعة في يوم من الأيام مالك بن أسماء، وأخذ الاثنان يتحدثان في شعر مالك بن أسماء.

المصدر: كتاب "ستة شعراء من مخضرمي العصر الأموي" تأليف قيس كاظم الجنابيكتاب "معجم البلدان" تأليف ياقوت الحموي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: