قصة قصيدة المجد والشرف الجسيم الأرفع

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة المجد والشرف الجسيم الأرفع

أمّا عن مناسبة قصيدة “المجد والشرف الجسيم الأرفع” فيروى بأن الهند بنت النعمان بن المنذر كانت فتاة شديدة الجمال، وذاع خبر جمالها في جميع الأقطار حتى وصل إلى كسرى ملك الروم، فأراد أن يتزوجها، وطلبها من أبيها، ولكن أباها رفض أن يزوجها منه، فقتله، وتمكنت هند من الهروب، ولكن كسرى استمر بمطاردتها، فهربت منه إلى بوادي العرب، ولكن القبائل كانت ترفضها الواحدة تلو الأخرى، خوفًا من كسرى، الذي كان قد توعد من يقوم بإيوائها أنه سوف يحاربه ويقتله.

وبقيت هند على هذه الحال حتى وصلت إلى قبيلة بني شيبان، واستجارت بفتاة يقال لها الجيجة، فأجارتها وحثت قومها على قتال كسرى وجيشه، فقاتلوهم، وانتصروا عليهم في موقعة يقال لها موقعة ذي قار، فأنشدت هند بنت النعمان تمدحهم، بسبب انتصارهم على جيوش الروم قائلة:

المجد والشرف الجسيم الأرفع
لصفية في قومها يتوقع

ذات الحجاب لغير يوم كريهة
ولدا الهياج يحل عنهم البرقع

نطقاء لا لوصال خل نطقها
لا بل فصاحتها العوالي تسمح

لا أنس ليلة إذ نزلت بسوحها
والقالب يخفق والنواظر تدمع

والنفس في غمرات حزن فادح
ولهم الفؤاد كئيبة أتفجع

مطرودة من قتل أبوتي
ما إن أجار ولم يسعني المضجع

ويئست من جار يجير تكرماً
فتحل عن عيسي لديه الأنسع

وأتاني الراعي يحف قناعها
فأجرت واندملت هناك الأصلع

وتواردوا حوض المنية دون أن
تسبى خفيرة أختم واستجمعوا

وألح كسرى بالجنود عليهم
وطميح يردف بالسيوف ويدفع

فقام القوم بإعطائها الكثير من الهدايا، وكان من هذه الهدايا ألف ناقة، وقاموا بإكرامها أفضل إكرام، ومن بعد ذلك قامت هند بالزواج من رجل يقال له المنذر بن الريان، الذي أسلم عندما جاء الإسلام، وتوفي في يوم أحد هو وحمزة رضي الله عنه.

نبذة عن هند بنت النعمان

هي هند بنت النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة، وهي من الشاعرات العربية في العصر الجاهلي، وابنة آخر ملوك المناذرة النعمان بن المنذر، ويقال لها حرقة، أمها ماريا الكندية.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب " البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: