قصة قصيدة بئسما ربيته من ولد

اقرأ في هذا المقال


من العرب رجال شجعان نصروا أقوامهم واستبسلوا وهم يقاتلون دفاعًا عن قبائلهم وعن عروبتهم، ومنهم أبو جدابة الشيباني الذي قاتل ضد الفرس، ولكنه وعلى الرغم من شجاعته واستبساله فقد أغضب أمه لأنه قاتل رجلًا من أقربائها.

من هي أم أبي جذابة؟

هي أم الفارس أبي جذابة، وهي شاعرة من شاعرات العصر الجاهلي، قاتل ابنها مع بني شيبان في حربهم ضد الفرس، واستبسل في تلك الحرب، وغضبت منه بسبب ذلك.

قصة قصيدة بئسما ربيته من ولد

أما عن مناسبة قصيدة “بئسما ربيته من ولد” فيروى بأنه عندما قام بنو شيبان بالتجهيز لقتال الفرس في واقعة ذي قار، قامت العديد من القبائل العربية بالانضمام إليهم، وساندوهم في تلك الواقعة، وممن انتصر إلى قوم بني شيبان أبو جدابة الشيباني الذي قاتل معهم في تلك الواقعة، ووقف ضد المنصور، وهو قائد جيش كسرى، وكان النصور قائد جيش كسرى من أقارب أم أبو جدابة، فغضبت منه بسبب قتاله له غضبًا شديدًا، وأنشدت قائلة:

بِئسَما ربّيته مِن ولدٍ
قَد رجوتُ النصرَ فيه والظفر

تهجو الشاعرة في هذا البيت ابنها وتقول بأن تربيتها له وهو صغير لم تكن ذات فائدة، وبأنها كانت ترجو منه أن يكون لها نصيرًا، ولكنه بدلًا من ذلك قام بقتال رجل من أقربائها.

عاقَه مَقدور سوءٍ فَاِنثَنى
واِرتَوى بِالعارِ وَالرأيِ الأشر

قَبّح اللَّه لِباني إنّه
كَلبانِ البكرِ مِن بغلٍ أَغرّ

أيّها الناسُ أَفيقوا وَاِنظروا
فَلَقد جاءَ بِأمرٍ مُشتهر

قاتَل الأَعمام والخال لهُ
جاهلٌ في الدهرِ في هتكِ النّفَر

مَعشرٌ مِنهم صرارٌ واِبنهُ
وَيَزيدٌ ونفيعٌ وَعُمَر

لا سَقى اللَّه أَراضيهم حياً
وَوليدي غالهُ سوءُ القَدَر

وَتَقضّى أمَلي منهُ وَلا
عاشَ في خيرٍ ولا أَقضى وَطَر

وقالت أيضًا:

وَشِهابٌ قَد صَبا فيمَن صَبا
لَيسَ عُمري فيه سَمعٌ وَبَصر

كان جسّاسٌ وَقد أهدى له
في كليبٍ عمّه ضوءَ القَمَر

فَبنو شَيبان خلصانٌ لهُ
أَهلُ نصحٍ وَصفاءٍ مُشتَهر

فَلَحاه اللَّه عنّي رجلاً
وَرَمى إبني بسهمٍ مِن وَتر

الخلاصة من قصة القصيدة: قام أبو جذابة بنصرة بني شيبان في قتالهم ضد الفرس، وقاتل منصور قائد جيوش كسرى، فغضبت منه أمه بسبب ذلك، وأنشدت قصيدة في ذلك.

المصدر: كتاب "تاريخ الآداب العربي" تأليف لويس شيخوكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: