قصة قصيدة باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “باتوا على قلل الأجبال تحرسهم” فيروى بأن الخليفة العباسي المتوكل على الله كان شديد العداوة الشيخ يقال له علي الهادي، وقد كان يحاول أن يقلل من قدره وقيمته كلما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وفي يوم من الأيام وصل الخليفة أخبار بأن في منزل علي الهادي كتبًا ضد الدولة العباسية، وأسلحة، وأخبروه بأنه ينوي أن يخرج ضد نظام الحكم في الدولة، فأمر الخليفة مجموعة من جنده أن يذهبوا إلى منزل علي ويفتشوه، فتوجهوا إلى بيته ليلًا، وبحثوا عن الكتب والأسلحة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يجدوا أي شيء عندها، كونه لم يكن عنده شيئًا منها.

فدخل الجند إلى غرفته، ووجدوه جالس في منتصفها، وكان عليه مدرعة من الصوف، وتحته رمل وحصى، وكان وقتها في خلوة، يتلو آيات من كتاب الله، فحمله الجند كما هو، وجروه إلى الخليفة، وأدخلوه عليه، وكان الخليفة وقتها في مجلسه، وكان في يده كأس من الخمر، وعندما أوقفوه بين يديه، قام الخليفة بعرض كأس من الخمر عليه، فقال له: اعذرني يا مولاي، ولكنّي في حياتي لم أشرب خمر قط، فأعفاه، وقال له: أنشدني بعضًا من الشعر، فقال له الشيخ: أنا قليل الحفظ للشعر، فقال له الخليفة: لا بد أن تنشد شيئًا، فأنشده الشيخ قائلًا:

باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهم
غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلل

واستنزلوا بعد عزّ عن معاقلهم
فأودعوا حُفَراً، يا بئس ما نزلوا

ناداهُم صارخ من بعد ما قبروا
أين الأسرة والتيجان والحلل؟

أين الوجوه التي كانت منعمة
من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

وطالما عمروا دوراً لتحصنهم
ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا
فخلفوها علي الأعداء وارتحلوا

أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطلة
وساكنوها إلي الأجداث قد رحلوا

نبذة عن علي الهادي

هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد في عام مئتان واثنا عشر للهجرة في المدينة المنورة، وتوفي في عام مائتان وأربعة وخمسون للهجرة في العراق.

تأثير قصيدة باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

  • ظلت قصيدة “باتوا على قلل الأجبال تحرسهم” حية في ذاكرة الناس عبر العصور.
  • تمّ تداول القصيدة ونشرها في العديد من الكتب والمجلات.
  • تمّ تحويل القصيدة إلى مسرحية وأغنية.

تحليلات أدبية عن قصيدة باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

  • تُعدّ قصيدة “باتوا على قلل الأجبال تحرسهم” من أشهر قصائد الإمام علي الهادي، ونموذجًا بارزًا على شعره.
  • تتميز القصيدة بأسلوبها البليغ وصورها الشعرية القوية، وتوظيفها للتشبيهات والاستعارات.
  • تعكس القصيدة فلسفة الإمام علي الهادي حول زوال الدنيا وتقلب أحوالها، وأنّ القوة الحقيقية لا تكمن في المال أو الجاه.

شارك المقالة: