قصة قصيدة تذكرت ما بين العذيب وبارق

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر بارق، وتعدد الروايات المتعلقة بها، فمنهم من قال بأنها ماء في العراق، ومنهم من قال بأنه جبل في تهامة أو اليمن.

من هو أبو الطيب المتنبي؟

هو  أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، شاعر من شعراء العصر العباسي، من أهل الكوفة، ويلقب بشاعر العرب.

قصة قصيدة تذكرت ما بين العذيب وبارق

أما عن مناسبة قصيدة “تذكرت ما بين العذيب وبارق” فيروى بأن بارق هو ماء في العراق، ويعتبر هذا الماء الحد الفاصل بين كل من مدينة القادسية ومدينة البصرة، وقد كثر ذكره عند الشعراء ومنهم الشاعر الأسود بن يعفر الذي قال:

أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد

وبارق أيضًا هو جبل نزل به سعد بن عدي بن حارثة، وهو جبل بتهامة أو في اليمن، ويقال بأنه ماء في السراة، فمن نزل هنالك في أيام سيل العرم كان يقال له بارقيًا، وكان ممن نزله سعد بن عدي بن حارثة وابنا أخية مالك وشبيب فسموا بارقًا، وكان غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن نديمًا لربيعة بن حنظلة بن مالك، فشرب الاثنان في يوم من الأيام، فقام ربيعة بقتل غزية، فسأل بنو قيس بني خندف الدية، ولكنهم رفضوا، واقتتلت القبيلتان، وهزمت فبيلة قيس، فتفرق أهلها، فأنشد فراس بن غنم بن ثعلبة قائلًا:

أقمنا على قيس عشية بارق
ببيض حديثات الصقال بواتك

ضربناهم حتى تولوا وخليت
منازل حيزت يوم ذاك لمالك

وهذا يدل على أنها موضع في تهامة، ويروى بأن خثعم بن أنمار أقاموا في منازلهم في جبال السراة، وما يليها من جبال، ومنها جبل يقال له شن، وجبل يقال له بارق، حتى مر بهم قبائل الأزد بينما كانوا في خروجهم من أرض سبأ، وافرقهم في البلدان، فقاتلوهم وأنزلوهم من جبالهم ومساكنهم، وبارق التي في الكوفة هي التي أوردها أبو الطيب المتنبي في شعره، عندما قال:

تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ
مَجَرَّ عَوالينا وَمَجرى السَوابِقِ

يتذكر الشاعر الأيام التي قضاها بين ماء العذيب وماء وبارق، فأحدهما مصدر العلياء له، والآخر مجرى سوابقهم.

وَصُحبَةَ قَومٍ يَذبَحونَ قَنيصَهُم
بِفَضلَةِ ما قَد كَسَّروا في المَفارِقِ

وَلَيلاً تَوَسَّدنا الثَوِيَّةَ تَحتَهُ
كَأَنَّ ثَراها عَنبَرٌ في المَرافِقِ

بِلادٌ إِذا زارَ الحِسانَ بِغَيرِها
حَصا تُربِها ثَقَّبنَهُ لِلمَخانِقِ

سَقَتني بِها القُطرُبُّلِيَّ مَليحَةٌ
عَلى كاذِبٍ مِن وَعدِها ضَوءُ صادِقِ

سُهادٌ لِأَجفانٍ وَشَمسٌ لِناظِرٍ
وَسُقمٌ لِأَبدانٍ وَمِسكٌ لِناشِقِ

وَأَغيَدُ يَهوى نَفسَهُ كُلُّ عاقِلٍ
عَفيفٍ وَيَهوى جِسمَهُ كُلُّ فاسِقِ

أَديبٌ إِذا ما جَسَّ أَوتارَ مِزهَرٍ
بَلا كُلَّ سَمعٍ عَن سِواها بِعائِقِ

يُحَدِّثُ عَمّا بَينَ عادٍ وَبَينَهُ
وَصُدغاهُ في خَدَّي غُلامٍ مُراهِقِ

وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتى شَرَفاً لَهُ
إِذا لَم يَكُن في فِعلِهِ وَالخَلائِقِ

الخلاصة من قصة القصيدة: يروى بأن بارق هي ماء في العراق، ويروى بأنها جبل في تهامة، أو جبل في اليمن.

المصدر: كتاب "معجم البلدان" تأليف ياقوت الحمويكتاب "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء" تأليف الراغب الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: