قصة قصيدة ترك الناس في حيرة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ترك الناس في حيرة

أمّا عن مناسبة قصيدة “ترك الناس في حيرة” فيروى بأنه كان هنالك جارية يقال لها ناعم، وفي يوم من الأيام سمع الخليفة المعتضد بخبر جمال هذه الجارية، فأرسل إلى مولاها يطلب منه شرائها، ولم يكن من مولاها إلا أن باعها له، وعندما أصبحت في قصر الخليفة، قضى معها فترة من الزمن، ولكنه بعد ذلك انصرف إلى الجواري الأخريات، وأصبحت واحدة من مئات الجواري في جناح الحريم في قصر الخليفة.

ولكنها لم تقبل بهجر الخليفة لها، فبدأت تفتعل المشاكل، وتشاكس الخليفة، وازداد شغب هذه الجارية، عندما أنجبت غلامًا للخليفة، فازداد غضب الخليفة منها، وأخذ يضربها ويشتمها، وقام بحبسها في جناح خاص بها، وأمرها بأن تربي ابنها في هذا الجناح، وبسبب كثرة مشاكساتها لقبها بشغب.

وكانت ناعم لا تتوقف عن المشاغبة، واستمرت بالسعي لأنها بدأت بتصفية كل جارية منافسة لها، فكانت كلما رأت بأن الخليفة قد راق لجارية من الجواري، أصبحت تدبر المؤامرات لكي تقتلهن بالسم، وكانت هذه الوسيلة هي الوسيلة المفضلة عندها لقتل خصومها.

وفي يوم من الأيام سلب قلب الخليفة من قبل جارية يقال لها دريرة، وبأنه قام ببناء حمام سباحة خاص بها، أنشد الشاعر ابن بسام البغدادي قائل:

ترك الناس في حيرة
وتخلى في البحيرة

قاعداً يضرب الطبل
على حر دريرة

وعندما وصل الشعر إلى أسماع الخليفة، خاف أن تهتز صورته أمام الشعب، فقام بهدم حمام السباحة، ولكنه لم يبتعد عنها، وأبقاها قريبة منه، فلم يبق أمامها حل إلا أن تقوم بقتلها.

كما أنها كانت مسؤولة عن قتل جارية أخرى يقال لها فتنة، والتي كان الخليفة منشغلًا بحبها، وعندما أنجبت له غلامًا ازداد حبه لها، على العكس مما قام بفعله مع ناعم، بالإضافة إلى أنه كان يحب ابنها أكثر من ابن ناعم، الذي كان يريد أن يقتله عندما كان صبيًا، لأنه رآه في يوم يتناول الطعام مع أطفال الخدم، فحرك كل ذلك مخاوفها وحقدها، فقررت أن تقوم بقتلها، وبالفعل قامت بذلك، فجزع عليها الخليفة، وكتب فيها الشعر، ومن ثم وضع ابنها عند ناعم لكي تربيه مع ابنها.

نبذة عن ابن بسام البغدادي

هو أبو الحسن علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام البغدادي العبرتائي، من شعراء العصر العباسي، ولد في جنوب العراق في عام مائتان وثلاثون للهجرة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: