قصة قصيدة جزى الله رهطا بالحجون تتابعوا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جزى الله رهطا بالحجون تتابعوا

أمّا عن مناسبة قصيدة “جزى الله رهطا بالحجون تتابعوا” فيروى بأنّه عندما اشتد الحصار على بني هاشم من قبل قريش، كان يأتيهم في الليل في الخفية رجل يقال له هشام بن عمرو، وهو من بني عامر، وبقي على هذه الحال فترة من الزمن، وفي يوم توجه إلى بيت زهير بن أبي أمية، وقال له: هل ترضى أن تأكل الطعام وأخوالك بما تعلم من حال؟، فقال له زهير: والله إني لا أستطيع فعل شيء، فأنا مجرد رجل واحد، ولو كان معي رجل آخر لما ترددت في الوقوف في وجههم، فقال له هشام: أنا معك، فقال له زهير: نحتاج إلى ثالث، فقال له هشام: أبو البختري بن هشام، فقال له زهير: نحتاج إلى رابع، فقال له هشام: زمعة بن الأسود، فقال له زهير: نحتاج إلى خامس: فقال له هشام: المطعم بن عدي، فقال له زهير: اجمعهم لي، فاجتمعوا واتفقوا على نقض صحيفة قريش.

وخرج زهير إلى الكعبة، ووقف بين أهل قريش، ونادى بهم بعلو صوته قائلًا: يا قريش، إنا نأكل ونشرب، وبنو هاشم في جوعهم وعطشهم، والله لن أجلس حتى تقطع هذه الصحيفة، فقال له أبو جهل: والله لن تقطع، فقال البحتري: لقد صدق زهير، والله إنا لا نقبل بما جاء فيها، وقال المطعم: لقد صدقتما كلاكما، فإننا بريؤون ممّا جاء فيها، وقال هشام: وأنا معكم، فأرسل الله نملًا إلى الصحيفة، فأكل كل ما في تلك الصحيفة إلا اسم الله، واطلع الرسول على ما حصل، فأخبر أبا طالب بذلك، فخرج هو وجماعة من أهله، حتى وصلوا إلى بيت الله الحرام، وفيه جمع من قريش، ووقف بينهم وقال: لقد حدث أمر، ومن الممكن أن يكون صلحًا ما بيننا، فقالوا له: وما هو؟، فقال لهم: أحضروا الصحيفة، فأحضروها، فقال لهم: افتحوها، فإن محمدًا قد أخبرني بأن الله تعالى بريء مما جاء فيها، وبأنه قد أذهب كل ما فيها إلا اسمه، ففتوحها، ووجدوها كما أخبرهم، وفي خبر ذلك أنشد أبو طالب يمدح من اتفقوا على أن ينقضوا الصحيفة قائلًا:

جَزى اللَهُ رَهطاً بِالحَجونِ تَتابَعوا
عَلى مَلَإٍ يَهدي لِحَزمٍ وَيُرشِدُ

قُعوداً لَدى حَطمِ الحَجونِ كَأَنَّهُم
مَقاوِلَةٌ بَل هُم أَعَزُّ وَأَمجَدُ

أَعانَ عَلَيها كُلُّ صَقرٍ كَأَنَّهُ
إِذا ما مَشى في رَفرَفِ الدِرعِ أَحرَدُ

جَريءٌ عَلى جُلّى الخُطوبِ كَأَنَّهُ
شِهابٌ بِكَفّي قابِسٍ يَتَوَقَّدُ

مِنَ الأَكرَمينَ في لؤيِّ بنِ غالِب
إِذا سيمَ خَسفاً وَجهُهُ يَتَرَبَّدُ

طَوِيلُ النِجادِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ
عَلى وَجهِهِ يُسقى الغَمامُ وَيُسعَدُ

عَظيمُ الرَمادِ سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيّدٍ
يَحُضُّ عَلى مَقرى الضُيوفِ وَيَحشُدُ

وَيَبني لِأَبناءِ العَشيرَةِ صالِحاً
إِذا نَحنُ طُفنا في البِلادِ وَيُمهِدُ

نبذة عن أبي طالب

هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشي، عم رسول الله صل الله عليه وسلم.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: