قصة قصيدة جلست لها كيما تمر لعلني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة جلست لها كيما تمر لعلني

أمّا عن مناسبة قصيدة “جلست لها كيما تمر لعلني” فيروى بأن الأمير عبد العزيز بن مروان بن الحكم كان قد أوصى قبل أن يموت بنصيب بن رباح إلى سليمان بن عبد الملك، بعد أن عتق رقبته، فأخذه الخليفة سليمان بن عبد الملك، وجعله من خدمه في قصره، وفي يوم من الأيام كان سليمان يمشي في قصره، وكان الوقت بعد منتصف الليل، وبينما هو في مسيره سمع أحدهم جالس لوحده في زاوية من زوايا القصر، فاقترب الخليفة من هذا الرجل، ونظر إليه، فوجده يبكي بكاءً شديدًا، وينشد شعرًا لقيس بن الملوح، قائلًا:

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرَ لَيلى اِبتَلانِيا

خَليلَيَّ لا تَستَنكِرا دائِمَ البُكا
فَلَيسَ كَثيراً أَن أُديمَ بُكائِيا

فنادى عليه، وعندما أتاه نصيب، قال له الخليفة: ما هو اسمك؟، فقال له نصيب: أنا نصيب بن رباح يا مولاي، فقال له الخليفة: من هذه التي بليت بحبها، وهي لغيرك، هل أنت عاشق؟، فقال له نصيب: نعم يا مولاي، جعلت فداءً لك، فقال له الخليفة: ولمن أنت عاشق؟، فقال له نصيب: فتاة من كنانة، تعلقت بها، ومنعوها عني بسبب قلة حسبي وحقارة نسبي، فكنت أجلس في طريقها لكي أنظر إليها خلسة، ومن ثم أنشد قائلًا:

جلست لها كيما تمرّ لعلني
أخالسها التسليم إن لم تسلم

فلما رأتني والوشاة تحذرت
مدامعها خوفاً ولم تتكلم

مساكين أهل العشق ما كنت أشتري
حياة جميع العاشقين بدرهم

وعندما انتهى من شعره، قال له الخليفة: لك وعد مني أن أزوجك من هذه الفتاة، وبالفعل زوجه منها، وأقام معها حتى توفيت عنده في نفس فترة خلافة سليمان بن عبد الملك.

نبذة عن نصيب بن رباح

هو أبو محجن نصيب بن رباح، وهو عبد للأمير عبد العزيز بن مروان، كان من الشعراء المقدمين في المدائح في العصر الأموي، كان عبدًا أسودًا لرجل يقال له راشد بن عبد العزى، وفي يوم أنشد أبياتًا للأمير عبد العزيز بن مروان بن الحكم، فاشتراه وأعتقه قبل أن يموت.

كان يحب فتاة من كنانة يقال لها زينب بنت صفوان.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: