قصة قصيدة خليلي إني ما يزال يشوقني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة خليلي إني ما يزال يشوقني

ليس كل الشعراء في تاريخنا من أصحاب الشرف والنسب، بل أن معظمهم كانوا من الفقراء، والشعر هو من رفع من قدرهم، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا نصيب الأصغر الذي كان عبدًا قبل أن تعتق رقبته بسبب شعره، ويصبح مقربُا من الخلفاء أيضًا بسبب شعره.

أما عن مناسبة قصيدة “خليلي إني ما يزال يشوقني” فيروى بأن الشاعر نصيب الأصغر نشأ في بادية اليمامة، وكان عبدًا زنجيًا، ومن بعد ذلك انتقل إلى بغداد، وهنالك بدأ بخدمة المهدي قبل أن يصبح خليفة، وكان ذلك في فترة خلافة أبي جعفر المنصور، وعندما سمع المهدي شعره، أعجب به، وقرر أن يعتقه، وزوجه من امرأة، وأسكنه في الكوفة، وقد قام نصيب بمدح المهدي في العديد من القصائد، وفي يوم من الأيام بعثه الخليفة المهدي إلى اليمن ليجلب له من هنالك إبلًا مهرية، وبينما هو هنالك بعث المهدي إلى عامله في اليمن بأن يعطيه عشرين ألف دينار ثمن الإبل التي يريد شرائها له، ولكنه أضاعها على الطعام والشراب واللهو، وعندما وصل خبر ذلك إلى الخليفة بعث إلى عامله هنالك بأن يمسك به ويضعه في السجن، ففعل، ومن ثم بعثه إلى الخليفة في العراق، وعندما وصله وهو مكبل، قرر الخليفة أن يعفو عنه.

وفي فترة خلافة هارون الرشيد كان نصيب كبيرًا في العمر، وتقرب من الخليفة، فأوكل له الرشيد أعمالًا في الكوفة والشام، وكان الخليفة يفضله على بقية الشعراء، ومن شعره في مدح الخليفة هارون الرشيد، قوله:

خليلي إني ما يزال يشوقـنـي
قطين الحمى والظاعن المتحمل

فأقسمت لا أنسى ليالي منـعـح
ولا مأسل إذ منزل الحي مأسل

أمن اجل آيات ورسـم كـأنـه
بقية وحي أو رداء مسلـسـل

جرى الدمع من عينيك حتى كأنه
تحدر در أو جمان مـفـصـل

فيأيها الزنجي مـالـك والـصـبـا
أفق عن طلاب البيض إن كنت تعقل

فمثلك من أحبوشة الزنج قـطـعـت
وسائل أسـبـاب بـهـا يتـوسـل

قصدنا أمير الـمـؤمـنـين ودونـه
مهامه موماة من الأرض مجـهـل

يقول الشاعر بأنه هو العبد الأسود الذي بذل كل الأساليب للوصول إلى الخليفة هارون الرشيد والتقرب منه، وهو الذي ليس كمثله أحد.

على أرحبيات طوى السير فانطـوت
شمائلها مـمـا تـحـل وتـرحـل

إلى ملك صلت الـجـبـين كـأنـه
صفيحة مسنون جلا عنه صـيقـل

إذا انبلج البابـان والـسـتـر دونـه
بدا مثل ما يبدو الأغر المـحـجـل

الخلاصة من قصة القصيدة: كان نصيب الأصغر عبدًا، ومن ثم خدم المهدي قبل أن يصبح خليفة، ومن ثم أعتقه المهدي بعد أن أعجب بشعره، فتقرب منه، ومدحه بقصائد عديدة، وعمّر حتى أدرك هارون الرشيد، فتقرب منه، ومدحه هو الآخر بقصائد عددية.

نبذة عن نصيب الأصغر

هو أبو الحجناء نصيب الأصغر، وهو شاعر عربي مخضرم شهد العصر الأموي والعصر العباسي الأول، له قصائد أكثرها في مدح الحكام.

المصدر: كتاب "الشعر واتالشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الاغاني" تأليف أبو فرج الاصفهانيكتاب "عقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الاندلسيكتاب" البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: