قصة قصيدة دست له طيفها كيما تصالحه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دست له طيفها كيما تصالحه

أحيانًا يغضب الشخص من شخص يحبه، ويهجره فترة من الزمن، ولكنه بعد ذلك لا يقوى على الابتعاد عنه أكثر من ذلك، وكثيرة هي الأخبار والقصص عن هذه الحال للمحبين، ومن هذه القصص قصة شاعرنا أبي نواس.

أما عن مناسبة قصيدة “دست له طيفها كيما تصالحه” فيروى بأن أبا نواس كان يحب جارية يقال لها جنان، وهي إحدى الجواري في ديار بني ثقيف في البصرة، وكانت هي الأخرى تحبه، وكانا كثيرًا ما يلتقيان، فيجلسان سوية، ويأخذهما الحديث لساعات، وفي يوم من الأيام رآها أبو نواس في ديار بني ثقيف، فأوقفها وأخذ يتحدث إليها، ولكنها قالت له كلامًا لم يعجبه، فغضب منها غضبًا شديدًا، وهجرها لفترة من الزمن، وعندما رأت جنان بأن هجره لها قد طال، بعثت إليه برسول تصالحه، ولكنه رفض أن يصالحها، ورج رسولها، وفي تلك الليلة رآها في منامه، وهي تطلب منه المصالحة، وعندما استيقظ من النوم أخذ ينشد قائلًا:

دَسَّت لَهُ طَيفَها كَيما تُصالِحُهُ
في النَومِ حينَ تَأَبّى الصُلحَ يَقظانا

يقول أبو نواس في هذا البيت بأن جنان قد بعثت إليه برسول كي تصالحه، وبعد أن رفض الصلح رآها في المنام تصالحه.

فَلَم يَجِد عِندَ طَيفي طَيفُها فَرَحاً
وَلا رَثى لِتَشَكّيهِ وَلا لانا

حَسِبتُ أَنَّ خَيالي لا يَكونُ لِما
أَكونُ مِن أَجلِهِ غَضبانَ غَضبانا

جِنانُ لا تَسأَليني الصُلحَ مُسرِعَةً
فَلَم يَكُن هَيِّناً مِنكِ الَّذي كانا

وأنشد قائلًا:

أَما يَفنى حَديثُكَ عَن جِنانِ
وَلا تُبقي عَلى هَذا اللِسانِ

أَكُلَّ الدَهرِ قُلتُ لَها وَقالَت
فَكَم هَذا أَما هَذا بِفانِ

جَعَلتَ الناسَ كُلُّهُمُ سَواءٌ
إِذا حَدَّثتَ عَنهُم في البَيانِ

عَدُوُّكَ كَالصَديقِ وَذا كَهَذا
سَواءٌ وَالأَباعِدُ كَالأَداني

إِذا حَدَّثتَ عَن شَيءٍ فَوَلَّت
عَجائِبُهُ أَتَيتَهُم بِثانِ

فَلَو عَمَّيتَ عَنها بِاِسمِ أُخرى
عَلِمنا كُلَّنا مَن أَنتَ عانِ

نبذة عن أبي نواس

هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي، نشأ في البصرة، وانتقل إلى بغداد، واتصل هنالك بالخلفاء العباسيين، ومنهم الخليفة هارون الرشيد.

الخلاصة من قصة القصيدة: غضب أبو نواس من جنان في يوم من الأيام، وهجرها فترة من الزمن، وعندما طال هجره لها بعثت له برسول تطلب منه المصالحة، ولكنه رد رسولها، وفي تلك الليلة رآها في المنام، وعندما استيقظ من النوم أنشد شعرًا

المصدر: كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديدكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: