قصة قصيدة سلوا صهوات الخيل يوم الوغى عنا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سلوا صهوات الخيل يوم الوغى عنا

أمّا عن مناسبة قصيدة “سلوا صهوات الخيل يوم الوغى عنا” فيروى بأن شرف الدين بن عنين كان يعاني من الضعف، وقهر الدنيا، فكتب في يوم من الأيام إلى الملك المعظم عيسى بن الملك العادل، قائلًا:

انظُر إِليَّ بِعَينِ مَولىً لَم يَزَل
يولي النَدى وَتَلافَ قَبلَ تَلافي

أَنا كَالَّذي أَحتاجُ ما يَحتاجُهُ
فَاغنَم ثَوابي وَالثَناءَ الوافي

وبعث إليه بذلك الكتاب، وعندما وصل الكتاب إلى الملك المعظم عيسى، وقرأ ما فيه، قرر أن يزوره بنفسه، فخرج من قصره، وتوجه إلى منزل شرف الدين بن عنين، وأخذ معه صرة من المال تحوي ثلاثمائة دينار، ودخل إليه، وجلس معه، وقال له: أنت الذي، ومن ثم أعطاه الصرة، وقال له: هذه صلتك مني، ومن ثم خرج من عنده، ففرح ابن عنين بهذه النقود، ووفى الدين الذي كان عليه، وبعد ذلك دخل إلى مجلس الملك عيسى، ومدحه بقصيدة قال فيها:

سَلوا صَهواتِ الخَيلِ يَومَ الوَغى عَنّا
إِذا جُهِلَت آياتُنا وَالقَنا اللُدنا

غداةَ لَقينا دونَ دِمياطَ جَحفَلاً
مِنَ الرومِ لا يُحصى يَقيناً وَلا ظَنا

قَد اِتَّفَقوا رَأياً وَعَزماً وَهِمَّةً
وَديناً وَإِن كانوا قَد اِختَلَفوا لُسنا

تَداعَوا بِأَنصارِ الصَليبِ فَأَقبَلَت
جُموعٌ كَأَنَّ المَوجَ كانَ لَهُم سُفُنا

عَلَيهِم مِنَ الماذِيِّ كُلُّ مُفاضَةٍ
دِلاصٍ كَقِرنِ الشَمسِ قَد أَحكَمَت وَضَنا

وقال فيها أيضًا:

فَإِنَّ نَعيمَ المُلكِ في شَظَفِ الشَقا
يُنالُ وَحُلوَ العِزِّ مِن مُرِّه يُجنى

يَسيرُ بِنا مِن آلِ أَيّوبَ ماجِدٌ
أَبى عَزمُهُ أَن يَستَقرَّ بِهِ مَغنى

كَريمُ الثَنا عارٍ مِنَ العارِ باسِلٌ
جَميلُ المُحَيّا كامِلُ الحُسنِ وَالحُسنى

لَعَمرُكَ ما آياتُ عيسى خَفِيَّةٌ
هِيَ الشَمسُ لِلأَقصى سَناءً وَلِلأَدنى

سَرى نَحوَ دِمياط بِكُلِّ سمَيذَعٍ
نَجيبٍ يَرى وِردَ الوَغى المَورِدَ الأَهنا

فَأَجلى عُلوجَ الرومِ عَنها وَأُفرِحَت
قُلوبُ رِجالٍ حالَفَت بَعدَها الحُزنا

وَطَهَّرَها مِن رِجسِهِم بِحُسامِهِ
همامٌ يَرى كَسبَ الثَنا المغنم الأَسنى

مَآثِرُ مَجدٍ خَلَّدَتها سُيوفُهُ
لَها نَبَأ يَفنى الزَمانُ وَلا يَفنى

وَقَد عَرَفَت أَسيافُنا وَرِقابُهُم
مَواقِعَها فيها فَإِن عاوَدوا عُدنا

نبذة عن ابن عنين

هو محمد بن نصر الله من مكارم بن الحسن بن عنين، أحد أعظم شعراء عصره، ولد وتوفي في مدينة دمشق.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: