قصة قصيدة شهد الحطيأة يوم يلقى ربه

اقرأ في هذا المقال


لا يجب أن يكون ممن يولى أمر المسلمين إلا الاستقامة واتباع أوامر الله تعالى، ولكن الوليد بن عقبة عندما ولي أمر الكوفة خالف أوامر الله تعالى، فعاقبه على ذلك الخليفة عثمان بن عفان، واليوم نقص عليكم ما كان من خبر ذلك.

من هو الحطيئة؟

هو أبو مليكة جرول بن أوس بن مالك العبسي، شاعر من المخضرمين، عاش في العصر الجاهلي، وأدرك عصر صدر الإسلام، وأسلم في زمن الخليفة أبو بكر الصديق

قصة قصيدة شهد الحطيأة يوم يلقى ربه

أما عن مناسبة قصيدة “شهد الحطيأة يوم يلقى ربه”فيروى بأن عثمان بن عفان حينما ولى سعيد بن العاص واليًا على أهل الكوفة، بعث إليهم بكتاب، كتب لهم فيه: أما بعد، فإني قد جعلت من سعيد بن العاص واليًا عليكم، من بعد أن وليت عليكم الوليد بن عقبة بينما كان لا يزال في أول شبابه، وأصبح عاقلًا رزينًا، وكنت قد أوصيته بكم، ولكني لم أوصكم به، وعندما أتعبتكم علانيته قمتم بطعنه في سريرته، والآن وقد وليت أمركم لسعيد بن العاص، وهو أفضل أبناء قومه، فإني أوصيكم به خيرًا فاستوصوا به خيرًا يا أهل الكوفة.

وكان الوليد بن عقبة أخا عثمان بن عفان من أمه، وكان قد ولاه أمر الكوفة بينما كان ما يزال غلامًا في مقتبل شبابه، وفي يوم من الأيام صلى بأهل الكوفة الفجر ثلاث ركعات، وكان يومها سكرانًا، ومن ثم التفت إليهم، وقال لهم: إن أردتم زدتها لكم، فانتشر الخبر حتى وصل إلى الخليفة عثمان بن عفان، وقامت عليه البينة عنده، فقال لطلحة: قم إليه، واجلده، فقال له طلحة: لم أكن من الجالدين، فقام إليه علي بن أبي طالب وجلده، وفيه يقول الحطيئة عاذرًا له ومادحًا إياه:

شَهِدَ الحُطَيأَةُ يَومَ يَلقى رَبَّهُ
أَنَّ الوَليدَ أَحَقُّ بِالعُذرِ

يقول الشاعر في هذا البيت بأن الوليد عندما يلقى ربه سوف يشهد بأنه هو من أحق الناس في العذر.

خَلَعوا عِنانَكَ إِذ جَرَيتَ وَلَو
تَرَكوا عِنانَكَ لَم تَزَل تَجري

وَرَأَوا شَمائِلَ ماجِدٍ أُنُفٍ
يُعطي عَلى المَيسورِ وَالعُسرِ

فَنُزِعتَ مَكذوباً عَلَيكَ وَلَم
تَنزِع إِلى طَمَعٍ وَلا فَقرِ

شَهِدَ الحُطَيئَةُ حينَ يَلقى رَبَّهُ
أَنَّ الوَليدَ أَحَقُّ بِالعُذرِ

نادى وَقَد كَمُلَت صَلاتُهُمُ
أَأَزيدُكُم ثَمِلاً وَما يَدري

لِيَزيدَهُم خَيراً وَلَو قَبِلوا
لَقَرَنتَ بَينَ الشَفعِ وَالوِترِ

فَأَبَوا أَبا وَهَبٍ وَلَو فَعَلوا
زادَت صَلاتُهُمُ عَلى العَشرِ

كَفّوا عِنانَكَ إِذ جَرَيتَ وَلَو
خَلَّوا عِنانَكَ لَم تَزَل تَجري

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الوليد بن عقبة واليًا على الكوفة، وفي يوم أم في الناس وهو سكران، وصلى فيهم ثلاث ركعات، فوصل خبر ذلك إلى عثمان بن عفان وأمر بجلده.

المصدر: كتاب "جامع البيان في تأويل القرآن" تأليف أبو جعفر الطبريكتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: