قصة قصيدة غزالة ذات النذر منا حميدة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر عتبان بن وصيلة الشيباني:

هو عتبان بن أصيلة ويقال وصيلة الشيباني وأصيلة أمه، من شعراء العصر الأموي، وهو من الخوارج.

قصة قصيدة غزالة ذات النذر منا حميدة:

أما عن مناسبة قصيدة “غزالة ذات النذر منا حميدة” فيروى بأن امرأة تدعى غزالة، وكانت غزالة قد اشتهرت بكونها شجاعة، ومقاتلة تكافئ أفضل المقاتلين من الرجال، وكانت غزالة متزوجة من رجل يدعى شبيب، وكان شبيب وزوجته غزالة يقاتلون جيوش الحجاج، وكان الحجاج قد بعث لشبيب وزوجته خمسة من أفضل قادات الجيوش عنده، ولكنهم جميعًا قد تعرضوا للهزيمة على يدي شبيب وزوجته.

وفي يوم توجه شبيب وغزالة إلى الكوفة يريدون غزوها، وفي نفس الوقت كان الحجاج قد خرج باتجاهها أيضًا، وعندما وصل خبر مسير الحجاج إلى شبيب وغزالة أسرعوا لكي يتمكنوا من اللحاق به ومقاتلته، ولكنّه كان أسرع منهم وتمكن من الوصول إلى الكوفة ودخولها قبل أن يلحقوا به، وأخذ الحجاج من المدينة وقصرها حصنًا له.

وعندما وصل شبيب وغزالة إلى المدينة، ودخلوها توجهت غزالة إلى المسجد فيها، وصلت هنالك ركعتين طويلتين، وكانت قد نذرت على نفسها أن تفعل ذلك، وعندما خرجت من المسجد كان الحرس يحيطون بها، فكانت وكأنّها محاطة بأبجل مظاهر التقدير والاحترام، ولكن أهل المدينة الذين كانوا قلقين من الحروب، فلم يرحبوا بها الترحيب الذي تستحق.

وبقي كل من غزالة وشبيب يقاتلون الحجاج، وبقوا كذلك لمدة عامين، وفي هذه الفترة هزموا عشرين من جيوشه، وبعد هذين العامين عاد شبيب ومعه زوجته إلى الكوفة، ودخلوها بجيش كبير، وكان من هذا الجيش قسمًا يتكون من مئتي مقاتلة وعلى رأسهنّ غزالة، وعندما دخلوا المدينة توجهوا إلى المسجد الكبير فيها، ودخلوه وصعدت غزالة إلى المنبر وخطبت فيمن كان حاضرًا، وقال أيمن بن فاتك الأسدي في خبر ذلك:

أقامت غزالة سوق الضراب
لأهل العراقين شهراً قميطا كاملاً

سمت للعراقين في جيشها
فلاقى العراقان منها بطيطا عجباً

كما وأنشد رجل يدعى عتبان بن وصيلة الشيباني الخارجي بينما كان في حضرة الخليفة عبد الملك بن مروان، وهو يفتخر بالخوارج، وهو يعد بطولاتهم، وقد ذكر منهم غزالة وبطولاتها، والحروب التي خاضتها ضد الحجاج، قائلًا:

غزالة ذات النّذر منا حميدةٌ
لها في سهام المسلمين نصيبُ

ومن بعد ذلك قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بإرسال العديد من الجيوش لمقاتلتهم، وفي النهاية تمكنت جيوشه أن تنتصر على شبيب وزوجته ومن معهما، وقتلوا غزالة في منطقة قريبة من الكوفة، وقطعوا رأسها وحمله أحدهم وأخذه إلى الحجاج، ولكن شبيب أرسل أحد جنوده في أثره، حتى أدركه وقتله وأعاد رأس غزالة إلى زوجها، فأمر بأن تغسل وتكفن وتدفن.

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: