قصة قصيدة فإن يك صدر هذا اليوم ولى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فإن يك صدر هذا اليوم ولى

أمّا عن مناسبة قصيدة “فإن يك صدر هذا اليوم ولى” فيروى بأن النعمان بن منذر خرج في يوم من الأيام للصيد مع حاشيته، وكان يومها على حصانه، فسارت به حصانه حتى وصل إلى مكان لم يعد يستطيع العودة منه، وأضاع أصحابه، وفي تلك اللحظة أخذ المطر بالهطول، فأخذ النعمان يبحث عن ملجأ يحتمي به من الشتاء، ووجد بيتًا، فاقترب وطرق الباب، فخرج إليه رجل من طيء يقال له حنظلة، فسأله النعمان إن كان من الممكن أن يدخل البيت حتى يتوقف المطر، فقال له حنظلة: نعم، فنزل النعمان عن حصانه، وقام الرجل إلى شاة عنه، وحلبها، ومن ثم ذبحها، وأطعم النعمان وأكرمه، وهو لا يعرف بأنه النعمان.

وفي الصباح استيقظ النعمان، ولبس ثيابه، وركب على حصانه، وقال للرجل: اطلب ما تريد، فأنا النعمان بن المنذر، فقال له سوف أفعل إن شاء الله، وبعد ذلك بمدة من الزمان أصاب الرجل نكسة، فتوجه إلى الحيرة، ,ودخل إلى مجلس النعمان الذي كان عنده يوم شؤم ويوم سعد، وكان إن جاءه شخص في يوم الشؤم قام بقتله، وإن جاءه أحد في يوم السعد أكرمه، وأعطاه ما يريد، وكان الطائي قد جاء في يوم الشؤم.

وعندما وقف الطائي بين يدي بن المنذر، قال له: أنت من أغاثني، فقال له: نعم يا مولاي، فقال له: لو أنك جئت في غير هذا اليوم، فقال له الطائي: وما أدراني بهذا اليوم، فقال له النعمان: اطلب ما تريد فإنك مقتول، فقال له الرجل: وماذا أصنع بما سوف تعطيني إن مت، فقال له الملك: لا يوجد سبيل لغير ذلك، فقال له الرجل: إذن دعني أعود إلى أهلي وأوصي لهم، وأضمن لهم حياة جيدة من بعد موتي، ومن ثم أعود إليك، فقال له الملك: ضع كفيلًا يضمن عودتك، فقام رجل يقال له قراد بن أجدع، وضمن هذا الرجل، فأعطى النعمان للطائي خمسمائة ناقة، وأخبره بأن عليه العودة بعد عام، فوعده الرجل بأنه سوف يعود بحلول ذلك الوقت، وتوجه عائدًا إلى أهله، وقبل أن يتم العام بيوم، قال الملك لابن أجدع: ما أراك إلا ميتًا غدًا، فأنشد قراد قائلًا:

فإنْ يكُ صدرُ هذا اليوم ولى
فإنَّ غـداً لناظــره قريــبُ

وفي اليوم التالي أخرج الملك ابن أجدع، وأمر بقتله، وعندما همّ بقتله، أقبل الرجل من بعيد، فقال له الملك: ما الذي دفعك للعودة، فقال له الرجل: الوفاء، فعفى النعمان عن كلاهما.

نبذة عن قراد بن أجدع

هو قراد بن أجدع، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من بني جشم بن بكر بن عامر، كان نصرانيًا، ومن مجالسي ملوك الحيرة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: