قصة قصيدة فما حسن أن تأتي الأمر طائعا

اقرأ في هذا المقال


كان قيس بن الملوح كثيرًا ما يهيم على وجهه في الصحراء، وبسبب لك سمي بالمجنون، وهذه قصة لرجل لقيه في يوم في الصحراء وهو هائم على وجهه.

من هو قيس بن الملوح؟

قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، شاعر من شعراء العصر الأموي، كان يلقب بالمجنون.

قصة قصيدة فما حسن أن تأتي الأمر طائعا

أما عن مناسبة قصيدة “فما حسن أن تأتي الأمر طائعا” فيروى بأن رجلًا يقال له نوفل بن مساحق دخل في يوم من الأيام إلى قوم بني عامر وسأل عن قيس بن الملوح، فأخبره القوم بأنه هائم على وجهه، ولا يدري أحد منهم أين هو، فخرج هو وجماعة من أصحابه إلى الصيد، وبينما هم في البرية يصطادون، رأوا شجرة كبيرة، وعندها قطيع من الظباء، وعندها رجل، فاقترب القوم منه، وعندما وصلوا إليه، عرفه نوفل، فنزل عن ظهر حصانه، وأخذ يمشي رويدًا، حتى وصل إليه، فرآه وقد تدلى الشعر على وجهه، فرفع قيس رأسه، ورأى نوفل، فتمثل نوفل بشعر من شعر قيس قائلًا:

أَتَبكي عَلى لَيلى وَنَفسُكَ باعَدَت
مَزارَكَ مِن لَيلى وَشِعباكُما مَعا

يسأل قيس نفسه إن كانت تبكي على ليلي وهو الذي ابتعد عنها، ولم يعد يزرها كما كان يفعل من قبل، ولم يعد يزور الأماكن التي كانا يترددان عليها. 

فهربت الظباء، ومن ثم أخذ قيس ينشد قائلًا:

فَما حَسَنٌ أَن تَأتِيَ الأَمرَ طائِعاً
وَتَجزَعَ أَن داعي الصَبابَةَ أَسمَعا

قِفا وَدِّعا نَجداً وَمَن حَلَّ بِالحِمى
وَقَلَّ لِنَجدٍ عِندَنا أَن يُوَدَّعا

وَلَمّا رَأَيتُ البِشرَ أَعرَضَ دونَنا
وَجالَت بَناتُ الشَوقِ يَحنُنَّ نُزَّعا

تَلَفَّتُ نَحوَ الحَيِّ حَتّى وَجَدتُني
وَجِعتُ مِنَ الإِصغاءِ ليتاً وَأُخدَعا

بَكَت عَينِيَ اليُسرى فَلَمّا زَجَرتُها
عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا

وَأَذكُرُ أَيّامُ الحِمى ثُمَّ أَنثَني
عَلى كَبِدي مِن خِشيَةٍ أَن تَصَدَّعا

فَلَيسَت عَشَيّاتِ الحِمى بِرَواجِعٍ
عَلَيكَ وَلَكِن خَلِّ عَينَيكَ تَدمَعا

مَعي كُلُّ غِرٍّ قَد عَصى عاذِلاتِهِ
بِوَصلِ الغَواني مِن لُدُن أَن تَرَعرَعا

إِذا راحَ يَمشي في الرِداءَينِ أَسرَعَت
إِلَيهِ العُيونُ الناظِراتُ التَطَلُّعا

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج نوفل بن مساحق إلى الصحراء، ووجد قيس، واقترب منه، وأنشد بيتًا من شعره، وعندها أكمل قيس القصيدة.

المصدر: كتاب "شرح ديوان الحماسة" تأليف المرزوقي كتاب "شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية" تأليف محمد حسن شُرَّابكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء"تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: