قصة قصيدة فويل لكسرى إن حللت بأرضه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فويل لكسرى إن حللت بأرضه

أمّا عن مناسبة قصيدة “فويل لكسرى إن حللت بأرضه” فيروى بأنه في يوم من الأيام سمع كسرى ملك الفرس، أحد رجاله يتكلم عن فتاة من العرب ويذكر بأنّها شديدة الجمال، فأرسل بعضًا من رجاله إلى هذه الفتاة لكي يحضروها له، ويجعل منها جارية من جواريه، وعندما وصلوا إلى قبيلتها، وطلبوها منهم، رفضوا، وبعثوا إلى باقي قبائل العرب، يستنشدونهم، ويخبروهم بطلب كسرى منهم، وفي ذلك الوقت قام كسرى بتجهيز جيش عظيم، وقام بإرساله صوب العرب لكي يقضي عليهم، ويحضر الفتاة رغمًا عنهم.

وعندما علم العرب بخبر الجيش القادم تجاههم، أصبح الأمر بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، فإمّا أن يقبلوا بالمهانة ويعطوا الفتاة لكسرى، وإما أن يقاتلوا جيشه ويموتوا دفاعًا عن شرفهم وكرامتهم، وقرروا أن يقاتلوا، ويموتوا دفاعًا عن شرفهم.

فاجتمعوا من كافة الأقطار العربية، ووحدوا جيشًا عظيمًا، لمواجهة جيش كسرى الآتي تجاههم، ومن بينهم كان أقوى فرسان العرب وأشجعهم، وأكثرهم ضراوة، ومن بين هؤلاء الفرسان كان عنترة بن شداد، والزبرقان، والحريش، وجابر بن المهلهل، وغيرهم، وعندما رأى عنترة بن شداد عظمة جيش العرب، أنشد محذرًا كسرى وجيشه من جيش العرب قائلًا:

فَوَيلٌ لِكِسرى إِن حَلَلتُ بِأَرضِهِ
وَوَيلٌ لِجَيشِ الفُرسِ حينَ أُعَجعِجُ

وَأَحمِلُ فيهِم حَملَةً عَنتَرِيَّةً
أَرُدُّ بِها الأَبطالَ في القَفرِ تَنبِجُ

وَأَصدِمُ كَبشَ القَومِ ثُمَّ أُذيقُهُ
مَرارَةَ كَأسِ المَوتِ صَبراً يُمَجَّجُ

وَآخُذُ ثَأرَ النَدبِ سَيِّدِ قَومِهِ
وَأُضرِمُها في الحَربِ ناراً تُؤَجَّجُ

وَإِنّي لَحَمّالٌ لِكُلِّ مُلِمَّةٍ
تَخِرُّ لَها شُمُّ الجِبالِ وَتُزعَجُ

وَإِنّي لَأَحمي الجارَ مِن كُلِّ ذِلَّةٍ
وَأَفرَحُ بِالضَيفِ المُقيمِ وَأَبهَجُ

وَأَحمي حِمى قَومي عَلى طولِ مُدَّتي
إِلى أَن يَرَوني في اللَفائِفِ أُدرَجُ

فَدونَكُمُ يا آلَ عَبسٍ قَصيدَةً
يَلوحُ لَها ضَوءٌ مِنَ الصُبحِ أَبلَجُ

أَلا إِنَّها خَيرُ القَصائِدِ كُلَّه
يُفَصَّلُ مِنها كُلُّ ثَوبٍ وَيُنسَج

وعلى الرغم من الاختلاف الذي كان وقتها بين القبائل العربية، إلا أنهم توحدوا جميعهم، وبدأت الحرب بين العرب والروم في يوم يقال له يوم ذي قار، وهزم في ذلك العرب جيوش الفرس، فأنشد عنترة بن شداد يصف شدة الدماء:

كّأنّ دِمّـاء الفرسْ حِينّ تّحدرّت
خّـلوق العّذارّى أوْ قبّاء مدبج

نبذة عن عنترة بن شداد

هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي، من شعراء الجاهلية، وواحد من أصحاب المعلقات، اشتهر بشجاعته، حيث كان واحدًا من أشهر الفرسان العرب.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: