قصة قصيدة قد قلت للمتكلفين لحاقه

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا من خبر وتاريخ بلدة بالس في سوريا، وما حصل لها في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي والعصر العباسي.

من هو معدان بن كثير بن علي البالسي؟

هو معدان بن كثير بن علي البالسي، فقيه من فقهاء العصر العباسي.

قصة قصيدة قد قلت للمتكلفين لحاقه

أما عن مناسبة قصيدة “قد قلت للمتكلفين لحاقه” فيروى بأن  بالس هي بلدة في سوريا بين حلب والرقة، وهي على ضفة نهر الفرات الغربية، فما زال نهر الفرات يبتعد عنها شيئًا فشيئًا حتى أصبح بينهما في أيامنا هذه أربعة أميال، ويروى بأن أبا عبيدة قد سار حتى نزل عراجين، وكانت مقدمة جيشه في بالس، كما وقام ببعث جيش إلى بلدة قاصرين، وكانت كلًا من بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم، وتمكن جيشيه من السيطرة على المدن التي بينهما، فصالحهم أهله هذه المدن على أن يدفعوا لهم الجزية، وجلا عدد كبير منهم إلى بلاد الروم.

وعندما أراد مسلمة بن عبد الملك بن مروان أن يغزو الروم، توجه إليهم، ومر في طريقه إليهم في بلدة بالس، وعسكر فيها، وبينما هو فيها أتاه أهلها وأهل بويلس وأهل القرى القريبة منها، وطلبوا منه جميعهم أن يقوم بحفر نهر لهم من نهر الفرات، لكي يتمكنوا من سقاية أراضيهم، وأن يجعلوا لهم ثلث إيراداتهم لقاء ذلك، فحفر نهرًا سمي بنهر مسلمة، وبنى سورًا حول المدينة، وأحسن بنائه، وعندما مات أصبحت هي وقراها لورثته، وبقيت لهم حتى قيام الدولة العباسية، وتناقلها الخلفاء منهم حتى وصلت إلى هارون الرشيد، ومن ثم أعطاها لابنه المأمون، وقد ورد ذكرها في العديد من القصائد، ومن ذلك ما قال ابن غسان السكوني:

أمن الله بالمبارك يحيى
خوف مصر إلى دمشق فبالس

وممن نسب إليها أبو المجد معدان بن كثير بن علي البالسي، وكان فقيهًا شافعيًا درس على يد أبى بكر بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه، فقال:

قد قلت للمتكلفين لحاقه
كفوا فما كل البحور يعام

يمدح الشاعر أبا بكر الشاشي ويقول بأن من يحاول لحاقه فعليه أن يكف عن ذلك، فليس كل بحر صالح للعوم.

غلست في طلب الرشاد وهجروا
وسهرت في طلب المراد وناموا

يا كعبة الفضل أفتنا لم لم يجب
شرعا على قصادك الإحرام

الخلاصة من قصة القصيدة: مرّ على مدينة بالس العديد من الأحداث على مر التاريخ، فقد كان الروم يسكنوها في عصر صدر الإسلام، وقاتلهم أبو عبيدة هنالك، فخرجوا منها، وفي العصر الأموي دخلها مسلمة بن عبد الملك، وحفر فيها نهرًا، وفي العصر الأموي كان الخلفاء يتوارثونها.

المصدر: كتاب "معجم البلدان" تأليف ياقوت الحمويكتاب "خريدة القصر وجريدة العصر" تأليف عماد الدين الكاتبكتاب "تاج العروس من جواهر القاموس" تأليف مرتضى الزبيدىكتاب "مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة والبقاع" تأليف صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي


شارك المقالة: