قصة قصيدة كلفت قيسا أن نبا سيف غالب

اقرأ في هذا المقال


للعرب أيام مشهورة، ولكل يوم من هذه الأيام قصة وخبر، واليوم نقص عليكم خبر يوم شعبة جبلة.

من هو جرير؟

جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي، شاعر من أشهر شعراء العصر الأموي، ولد في نجد وتوفي فيها.

قصة قصيدة كلفت قيسا أن نبا سيف غالب

أما عن مناسبة قصيدة “أكلفت قيسا أن نبا سيف غالب” فيروى بأن لقيط بن زرارة قام بجمع الرجال والعدة لقتال بني عامر، وكان بنو عبس حلفاء لبني عامر، وطلب لقيط من غطفان أن ينصروه، فنصروه كلهم ما عدا بني بدر، ودخل لقيط على رجل يقال له الجون الكلبي، وطلب منه أن يبعث معه ابناه، على أن يكون ما يصيب من مال لهما، وما يصيب من دم له، فوافق الجون وبعث معه ابناه، ثم استنجد بالنعمان بن المنذر، فأجابه، وبذلك قام لقيط بجمع جيش كبير، فيه جيوش غطفان، وابنا الجون معاوية وعمر، وأخو النعمان من أمه حسان الكلبي، وبنو أسد.

وخرج هو ومن معه صوب بني عامر الذين كانوا على علم بخروجه إليهم، فتأهبوا وجهزوا له، واقترح أحد رجالهم أن يدخلوا شعب جبلة، فيقاتلونه من وجه واحد، علمًا منه بطيش لقيط، وبأنه سوف يقتحم الجبل، وأن يقوموا بتجويع الإبل وتعطيشها، وربطها، وعندما يقتحم لقيط الجبل يفلتوها على جيشه، فسوف يكون هو وجيشه بين تلك الإبل وبين مرعاها ووردها، وسوف تحطم كل من كان في طريقها، وأن يخرج الرجال في أثر الإبل، فيقتلون من تبقى من جيش لقيط، فأخذوا برأيه، وفعلوا كما اقترح عليهم.

وعندما أقبل لقيط وجيشه، ووجدوا بني عامر في شعب جبلة، نزلوا عليهم، ودخلوا إلى الشعب، فأطلقوا عليهم الإبل، فنزلت باتجاههم مسرعة، فظنوا أن بني عامر قد هدموا عليهم الجبل، فهربوا، وقتل بنو عامر لقيط بن زرارة، وانتصر بنو عامر، وفي خبر ذلك اليوم أنشد جرير قائلًا:

كَأَنَّكَ لَم تَشهَد لَقيطاً وَحاجِباً
وَعَمروَ بنَ عَمروٍ إِذ دَعوا يا لَدارِمِ

وَلَم تَشهَدِ الجَونَينِ وَالشِعبَ ذا الصَفا
وَشَدّاتِ قَيسٍ يَومَ دَيرِ الجَماجِمِ

يصف جرير ما حصل في يوم شعبة جبلة، وما حصل مع لقيط ومن كان معه من رجال، ويفخر ببني عامر الذين انتصروا في ذلك اليوم.

أَكَلَّفتَ قَيساً أَن نَبا سَيفُ غالِبٍ
وَشاعَت لَهُ أُحدوثَةٌ في المَواسِمِ

بِسَيفِ أَبي رَغوانَ سَيفِ مُجاشِعٍ
ضَرَبتَ وَلَم تَضرِب بِسَيفِ اِبنِ ظالِمِ

ضَرَبتَ بِهِ عِندَ الإِمامِ فَأُرعِشَت
يَداكَ وَقالوا مُحدَثٌ غَيرُ صارِمِ

ضَرَبتَ بِهِ عُرقوبَ نابٍ بِصَوأَرٍ
وَلا تَضرِبونَ البيضَ تَحتَ الغَماغِمِ

عَنيفٌ بِهَزِّ السَيفِ قَينُ مُجاشِعٍ
رَفيقٌ بِأَخراتِ الفُؤوسِ الكَرازِمِ

سَتُخبَرُ يا اِبنَ القَينِ أَنَّ رِماحَنا
أَباحَت لَنا ما بَينَ فَلجٍ وَعائِمِ

أَلا رُبَّ قَومٍ قَد وَفَدنا عَلَيهِمُ
بِصُمِّ القَنا وَالمُقرَباتِ الصَلادِمِ

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج لقيط ومعه جيش كبير لقتال بني عامر، الذين جهزوا له، وانتظروه في شعبة جبلة، وتمكنوا من الانتصار عليه.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: