قصة قصيدة لعمرك ما نفس بجد رشيدة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لعمرك ما نفس بجد رشيدة

أمّا عن مناسبة قصيدة “لعمرك ما نفس بجد رشيدة” فيروى بأنه كان للشاعر عمرو بن قميئة عم يقال له مرثد، وكان مرثد كبيرًا في العمر، ومتزوج من امرأة جميلة، واعتاد مرثد أن يقوم بجمع إخوانه وأبناء عمه في مجلسه لكي يتناولون الطعام عنده في كل يوم، وكان ممن يحضر الغداء ابن أخيه عمرو بن قميئة، وكان عمرو شابًا جميلا، فكانت زوجة عمه معجبة به، وكان بين أصبع قدمه الأوسط والي بجانبه فراغ، وفي يوم من الأيام خرج مرثد من بيته لقضاء عمل له، فقامت زوجته في البعث في طلب عمرو بن قميئة، وبعثت له بأن عمه يريد لقائه، وعندما وصله الخبر، أتى إلى بيت عمه في نفس الوقت.

وعندما دخل عمرو بن لقيئة إلى بيت عمه لم يجد عمه في البيت، فأنكر على زوجة عمه ما فعلت، ولكنها قامت إليه، ورادته عن نفسها، فقال لها: لقت أتيت بأمر عظيم، وليس مثلي من يدعى إلى مثل هذا، فقالت له زوجة عمه: إن لم تفعل ما أقول لك لفضحتك عند عمك، فقال لها: افعلي ما بدا لك، ومن ثم خرج من البيت، فقامت زوجة عمه، ونثرت الرمل على أثر رجله، وعندما عاد زوجها وجدها غاضبة، فسألها عن سبب غضبها، فقالت له: إن رجلًا من قومك أتى إلى بيتك وأنت غائب، وراودني عن نفسي، فقال لها: ومن هو؟، فقالت له: لن أقول لك من هو، ولكن قم واقتف اثره، فقام مرثد، واقتفى أثره، فعرفه من أثر رجله، فأعرض عنه، ولم يكلمه بعدها، فعرف عمرو بن القميئة بخبر ذلك، فأنشد قائلًا:

لَعَمرُكَ ما نَفسٌ بِجِدٍ رَشيدَةٍ
تُؤامِرُني سِرّاً لِأَصرِمَ مَرثَدا

وَإِن ظَهَرَت مِنهُ قَوارِصُ جَمَّةٌ
وَأَفرَعَ في لَومي مِراراً وَأَصعَدا

عَلى غَيرِ ذَنبٍ أَن أَكونَ جَنَيتُهُ
سِوى قَولِ باغٍ كادَني فَتَجَهَّدا

لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ تَدعو بِحَبلِهِ
إِذا ما المُنادي في المَقامَةِ نَدَّدا

عَظيمُ رَمادِ القِدرِ لا مُتَعَبِّسٌ
وَلا مُؤيِسٌ مِنها إِذا هُوَ أَوقَدا

وَإِن صَرَّحَت كَحلٌ وَهَبَّت عَرِيَّةٌ
مِنَ الريحِ لَم تَترُك لِذي المالِ مِرفَدا

صَبَرتُ عَلى وَطءِ المَوالي وَحَطمِهِم
إِذا ضَنَّ ذو القُربى عَلَيهِم وَأَخمَدا

وَلم يَحمِ فَرجَ الحَيِّ إِلّا مُحافِظٌ
كَريمُ المُحَيّا ماجِدٌ غَيرُ أَحرَدا

وبلغت الأبيات عمه فتبين من الأمر حتى عرف حقيقته، فطلق زوجته وعاد على ما كان عليه مع ابن أخيه.

نبذة عن عمرو بن قميئة

هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، نشأ يتيمًا وأقام في الحيرة،

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: