قصة قصيدة لعمري إني يوم أجعل جاهدا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لعمري إني يوم أجعل جاهدا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لعمري إنّي يوم أجعل جاهدا” فيروى بأن عباس بن مرداس في يوم توجه إلى الراعي الذي يقوم برعاية إبله، وأوصاه بإبله ، وقال له: إن أتاك أحد وسألك عني، فأخبره بأنَّني قد ذهبت إلى المدينة المنورة، ولا أظن بأنني إن شاء الله إلا أتيًا الرسول محمد، وإني أرجو الله أن يرحمني وينور لي طريقي، وذلك أنّني قد رأيت الفضل الواضح وكرامة في هذه الدنيا وفي الآخرة إن قمت بمساندته ومؤازرته، وإن قمت باتباع هداه، وبايعته، وتفضيل أمره على باقي الأمور.

ثم أكمل قائلًا: والله إنّي لا أرى أحدًا من العرب ينصره ويكون معه، إلا وعلا شأنه وظفر بمكانة عند الله لم يظفر بها غيره، وإنّي فداءً له، وما أريد بذلك إلا رضا الله سبحانه وتعالى، ثم توجه إلى المدينة المنورة، وعاد الراعي يرعى الإبل ويهتم بها، فأتت زوجته، وسألت الراعي عنه، فأخبرها بخبره، وبأنه قد لحق بالرسول صل الله عليه وسلم، فدخلت إلى بيتها، وجمعت ما لها من أشياء، وتوجهت صوب ديار أهلها، وفي خبر ذلك يقول عباس بن مرداس:

لَعَمري إِنّي يَومَ أَجعَلُ جاهِداً
ضِماراً لِرَبِّ العالَمينَ مُشارِكا

وَتَركي رَسولَ اللَهِ وَالأَوسُ حَولَهُ
أُولَئِكَ أَنصارٌ لَهُ ما أُولَئِكا

كَتارِكِ سَهلِ الأَرضِ وَالحَزنَ يَبتَغي
لِيَسلُكَ في غَيبِ الأُمورِ المَسالِكا

فَآمَنتُ بِاللَهِ الَّذي أَنا عَبدُهُ
وَخالَفتُ مَن أَمسى يُريدُ المَمالِكا

وَوَجَّهتُ وَجهي نَحوَ مَكَّةَ قاصِداً
وَتابَعتُ بَينَ الأَخشَبَينِ المُبارَكا

نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ عيسى بِناطِقٍ
مِنَ الحَقِّ فيهِ الفَصلُ مِنهُ كَذَلِكا

أَميناً عَلى الفُرقانِ أَوَّلَ شافِعٍ
وَآخِرَ مَبعوثٍ يُجيبُ المَلائِكا

تَلافى عُرى الإِسلامِ بَعدَ اِنفِصامِها
فَأَحكَمَها حَتّى أَقامَ المَناسِكا

وعندما وصل إلى المدينة، وأتى إلى الرسول صل الله عليه وسلم، وكان وقتها يريد التوجه نحو مكة المكرمة في عام الفتح، فواعده بأن يلقاه في منطقة يقال لها قديد، وعندما وصل الرسول إلى هنالك، وجد عباس بن مرداس ومعه ألف فارس من فرسان قومه، وفي خبر ذلك أنشد عباس بن مرداس، قائلًا:

بلغ عباد الـلـه أن مـحـمـداً
رسول الإله راشد أين يمـمـا

دعا قومه واستنصر اللـه ربـه
فأصبح قد وافى الإله وأنعمـا

عشية واعدنا قديداً مـحـمـداً
يؤم بنا أمراً من الله محكـمـا

حلفت يميناً بـرة لـمـحـمـد
فأوفيته ألفاً من الخيل معلـمـا

سرايا يراها الله وهو أمـيرهـا
يؤم بها في الدين من كان أظلما

على الخيل مشدوداً علينا دروعنا
وخيلاً كدفاع الأتي عرمرمـا

أطعناك حتى أسلم الناس كلهـم
وحتى صبحنا الخيل أهل يلملما

نبذة عن الشاعر عباس بن مرداس:

هو العبّاس بن مرداس السلمي، من الصحابة المؤلفة قلوبهم، ومن الشعراء المخضرمين في عهد الإسلام وقبله.

المصدر: كتاب " الأغاني " تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الزهرة" تأليف أبو بكر محمد بن داود الظاهريكتاب "البداية والنهاية " تأليف ابن كثير


شارك المقالة: