قصة قصيدة لكل شيء إذا ما تم نقصان

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لكل شيء إذا ما تم نقصان

انتشرت قصائد المتصوفين في كافة أنحاء الوطن العربي قديمًا وحديثًا، وكان من الطبيعي أن تصل هذه القصائد إلى لمغرب العربي وبلاد الأندلس، وينشدها شعراء الصوفية في تلك الدول، محتذيين بحذو شعراء المشرق العربي.

أما عن مناسبة قصيدة “لكل شيء إذا ما تم نقصان” فقد كان هنالك العديد من الشعراء المتصوفين في الأندلس الذين كانت معظم قصائدهم في حب الله التقرب منه، ومن الشعراء الذين أبدعوا في الشعر الصوفي الشاعر أبو البقاء صالح بن يزيد الرندي، الذي قال في واحدة من قصائده:

يا سالبَ القلبَ منِّي عندما رَمقا
لم يبقِ حبُّكَ لي صبرا ولا رَمقا

لا تسألِ اليوم عما كابدت كَبِدي
ليت الفراقَ وليت الحبَّ ما خُلقا

ما باختياري ذقت الحب ثانية
وإنما جارت الأقدارُ فاتَّفقَا

وكنت في كَلَفي الداعي إلى تلفي
مثل الفَراشِ احَبَّ النارَ فاحترقا

يا من تجلى إلى سرِّي فَصَيّرني
دَكاً وهزَّ فؤادي عندما صعقا

انظر إليَّ فإن النفس قد تلفت
وارفق عليَّ فإن الروح قد زَهَقا

وقد اشتهر أبو البقاء الأندلسي بقصيدة له قالها في رثاء الأندلس عندما تنازل ابن الأحمر عن مدنها وقلاعها للأعداء، وفيها قال:

لكل شيءٍ إذا ما تَم نقصان
فلا يُغرَّ بطيبِ العيشِ إنسانُ

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه لا شيء يخلو من النقصان، حتى لو بدا لنا كاملًا، فلا يجب علينا أن نغتر بطيب الحياة التي نعيشها، حتى لو أنها بدت لنا بأنها كاملة، لا يوجد فيها نقصان.

هي الأمورُ كما شاهَدتها دولُ
من سَرَّه زَمنٌ ساءَته أزمانُ

وهذهِ الدارُ لا تُبقي على أحدٍ
ولا يَدومَ على حالٍ لها شانُ

يُمزِّقُ الدهرُ حتماً كل سابغةِ
إذا نَبت مَشرفياتٌ وخرصانُ

ويُنتضى كل سيفٍ للفناءِ ولو
كان ابن ذي يَزنٍ والغمد غمدانُ

أين الملوكُ ذوو التيّجانِ من يَمنٍ
وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ

وأين ما شاده شُدادُ في إرمٍ
وأين ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ

وأين ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
وأين عادٌ وشًدادٌ وقَحطانُ

أتى على الكلِّ أمر لا مَرَدَّ لهُ
حتى قَضَوا فكأنَّ القومَ ما كانوا

وصار ما كان من مُلكٍ ومن مَلِكٍ
كما حَكَى من خَيالِ الطَّيفِ وسنانُ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الشاعر أبو البقاء الأندلسي من الشعراء المتصوفين، وهو الذي كان ينشد العديد من القصائد في حب الله والتقرب منه، بالإضافة إلى ذلك فقد أنشد قصيدة في رثاء الأندلس.

نبذة عن أبو البقاء الأندلسي

هو أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي، شاعر من شعراء الأندلس، ولد في مدينة إشبيلية، وتوفي في مدينة سبتة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: