قصة قصيدة لما رأيت الديار قد درست

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لما رأيت الديار قد درست

أمّا عن مناسبة قصيدة “لما رأيت الديار قد درست” فيروى بأن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يحب الجواري، ويتعلق بهن، وكان من بين الجواري اللواتي عشقهن الخليفة، جارية يقال لها ماردة، ففي يوم من الأيام تركها في مدينة الرقة، وخرج متوجهًا إلى مدينة بغداد، وعندما وصل إلى بغداد، اشتاق لها، فكتب لها أبيات من الشعر يعبر لها فيها عن شوقه لها، وهي التي أصبحت أم المعتصم ابنه.

وأما عن قصته مع الجارية هيلانة، فيروى بأنها عندما توفيت حزن عليها حزنًا شديدًا، وانتشر خبر حزنه في كافة أرجاء القصر، فأقبل عليه الناس يعزونه بها، وجلس يتقبل العزاء منهم، وبدأ الشعراء يكتبون على لسانه الشعر الحزين تعبيرًا عن فجيعته بها.

وأما عن أكبر قصة حب عاشها الخليفة مع جارية، هي قصته مع الجارية دنانير، وهي التي كانت من أجمل جواريه، وأحسنهن وجهًا، وأفضلهن أدبًا، وأكثرهن رواية للشعر، كما أنها كانت تجيد الغناء، ولكنها كانت ملكًا ليحيى بن خالد البرمكي، وكان هو مولاها، وكانت شديدة الإخلاص له، وعندما لاحظت زوجة الخليفة تعلقه بها، اشترت له عشرة من أجمل الجواري، لكي تشغل تفكيره عنها، ولكن كان ذلك بلا فائدة، حيث بقي متعلقًا بها.

وبعد أن حصلت نكبة البرامكة، والتي قام بها يحيى بن خالد البرمكي بعتقها، قام أمير المؤمنين بدعوتها إلى قصره، وأمرها بأن تغني له شيئًا من الشعر، فقالت له: يا أمير المؤمنين، إني قد عاهدت نفسي بأن لا أقول الشعر بعد سيدي أبدًا، فغضب الخليفة من ذلك غضبًا شديدًا، وأمر بأن تضرب على وجهها، فأخذوا يضربونها حتى وقعت على الأرض، وعندما قامت، أعطوها عودًا، فأمسكته وهي تبكي، وأخذت تنشد وهي تبكي، قائلة:

لما رأيت الديار قد درست
أيقنت أن النعيم لم يعد

نبذة عن الجارية دنانير

هي دنانير، جارية من جواري العصر العباسي، وكانت جارية لرجل من أهل المدينة المنورة، الذي قام ببيعها إلى يحيى بن خالد البرمكي، وهو الذي قام بعتقها بعد نكبة البرامكة، كانت مبدعة في مجال الموسيقى والغناء، وقد تدربت على الغناء على يد كبار مغنيي العصر العباسي من أمثال إبراهيم الموصلي، وابن الجامع، وغيرهم

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: