قصة قصيدة ماذا تقولين فيمن شفه سقم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ماذا تقولين فيمن شفه سقم

أمّا عن مناسبة قصيدة “ماذا تقولين فيمن شفه سقم” فيروى بأن أبو بكر بن أبي داود كان يقرأ القرآن في الكتاب، وكان معه في ذلك المجلس فتاة، وكان يحبها حبًا كبيرًا، بل أنه كان يعشقها، وفي يوم من الأيام انتهز أبو بكر بن أبي داود أن بقية الصبيان قد غفلوا عنه، ، وأمسك بلوح الجارية، وكتب لها فيه بيتين من الشعر قال فيهما:

ماذا تقولين فيمن شفه سقم
من فرط حبك حتى صار حيرانـــــا

يشكو الصبابة من وجد ومن ألم
لا يستطيع لما في القلب كتمانا

ومن ثم أعاد اللوح إلى مكانه، وعندما أمسكت الجارية باللوح، وقرأت ما فيه من شعر، وفهمت ما قصد منه، فكتبت تحت البيتين بيتين من الشعر قالت فيهما:

إذا رأينا محبا قد أضر به
حال الصبابة أوليناه إحسانا

ويبلغ القصد منا في محبته
ولو يكون علينا كل ما كانا

وأعطت اللوح لأبي بكر، فأخذ يقرأ ما كتبت فيه، وفي تلك اللحظة دخل الشيخ على حين غفلة منهما، وأمسك باللوح، وقرأ ما فيه، فرق لحال الفتى وحال تلك الجارية، وأمسك بالقلم، وكتب بيتين من الشعر، قال فيهما:

صلي مُحبِّك لا تخشي معاقبة
إن المحب غدا في الحب حيرانا

أما الفقيه فلا تخشى مهابتـــه
فإنه قد بلى بالعشــــــــاقِ أزمانا

ومن ثم بعث بالغلمان إلى بيوتهم، وعندما عادت الجارية إلى البيت، وجد مولاها اللوح، وقرأ ما فيه من كلام تلك الجارية، وكلام أبي بكر، وكلام الشيخ، فأمسك بقلمه وكتب تحت الأبيات بيتين من الشعر، قال فيهما:

لا فرق الله طول الدهر بينكما
وظل واشيكما حيران تعبانا

أما الفقيه فلا والله ما نظرت
عيناي أفتـــح منه قط إنسانا

ومن ثم بعث في طلب القاضي، وأحضر شهودًا، وزوج الجارية من أبي بكر، وصنع لهما وليمة، وأحسن إليهما إحسانًا عظيمًا.

نبذة عن أبي بكر بن داود

هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني، وهو عالم من علماء المسلمين في القرن الثالث الهجري، ولد في منطقة كابل، وتوفي في بغداد.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: