قصة قصيدة هدى الله عثمانا بقولي إلى الهدى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هدى الله عثمانا بقولي إلى الهدى

أما عن مناسبة قصيدة “هدى الله عثمانا بقولي إلى الهدى” فيقول عثمان بن عفان: لقد كنت قبل الإسلام مستهترًا بالنساء، وفي يوم من الأيام كنت مع جماعة من قريش جالس بفناء الكعبة، فأتانا رجل وقال لنا بأن الرسول صل الله عليه وسلم قد زوج ابنته رقيه من عتبة بن أبي لهب، فدخل في قلبي حسرة لما لا أكون أنا قد تزوجت منها بدلًا منه، ومن بعد ذلك انصرفت إلى بيتي، وكان في البيت خالة لي وهي سعدى بنت كريز، وكانت قد تكهنت عند قومها، وعندما رأتني أخذت تنشد قائلة:

أبشر وحييت ثلاثاً تترى
ثم ثلاثاً وثلاثاً أخرى

ثم بأخرى كي تتم عشرا
أتاك خير ووقيت شرا

أنكحت والله حصاناً زهرا
وأنت بكر ولقيت بكرا

وافيتها بنت عظيم قدرا
بنيت أمراً قد أشاد ذكرا

ومن ثم قال: فتعجبت مما قالت، وقلت لها: يا خالتي ما الذي تقولينه؟، فأخذت تنشد قائلة:

لك الجمال ولك اللسان
هذا نبي معه البرهان

أرسله بحقه الديان
وجاءه التنزيل والفرقان
فاتبعه لا تغتالك الأوثان

ومن ثم قال: فقلت لها: يا خالتي إنك تقولين شيئًا لم يذكر في بلدنا، فبينيه لي، فأخذت تنشد قائلة:

محمد بن عبد الله
رسول من عند الله

جاء بتنزيل الله
يدعو به إلى الله

ثم قالت:

من منهوك المنسرح
مصباحه مصباح

ودينه فلاح
وأمره نجاح

وقرنه نطاح
ذلت له البطاح

ما ينفع الصياح
لو وقع الذباح

وسلت الصفاح
ومدت الرماح

ثم قال: ومن ثم انصرفت، وكان كلامها قد وقع في قلبي، وأخذت أفكر فيه، وكنت كثيرًا ما أحضر مجلسًا عند أبي بكر الصديق، فأتيته في يوم ولم يكن عنده أحد، فجلست، ورآني محتارًا، فسألني عن أمري، فأخبرته بما سمعت من خالتي، فقال لي: ويحك، إن الحق والباطل لا يخفى عليك، ألا تعلم بأن الأصنام التي يعبدها قومنا ما هي سوى حجارة، لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع، فقلت له: بلى، فقال لي: لقد صدقت خالتك، إن هذا محمد بن عبد الله رسول الله، قد بُعث برسالة الله إلى خلقه، فهل تأتي معي إليه، وتسمع منه، فقلت له: بلى، وفي تلك اللحظة مر الرسول ومعه علي بن أبي طالب، وعندا رآه أبو بكر قام إليه، وأخبره بشيء، فأتى الرسول صل الله عليه وسلم، وجلس، ثم قال لي: “يا عثمان، أجب الله إلى جنته، فإني رسول الله إليك وإلى خلقه”، وحينما سمعت قوله، لم أتمالك نفسي، وشهدت بأن لا إله إلا الله، وبأن محمدًا عبده ورسوله، ومن بعد ذلك تزوجت من رقية بنت الرسول.

وفي إسلام عثمان بن عفان تقول خالته سعدى بنت كريز:

هدى الله عثماناً بقولي إلى الهدى
وأرشده، والله يهدي إلى الحق

فتابع بالرأي السديد محمداً
وكان برأي لا يصد عن الصدق

وأنكحه المبعوث بالحق بنته
فكانا كبدر ما زج الشمس في الأفق

فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي
وأنت أمين الله أرسلت في الخلق

نبذة عن سعدى بنت كريز

سعدى بنت كريز سعدى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس من أمية، وهي كاهنة فصيحة من الفضليات في العصر الجاهلي، أدركت بدء الإسلام وهي خالة عثمان بن عفان، ولها شعر.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: